رسالة اليوم

01/09/2016 - طالبي الله

-

-

يَرَى ذلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ، وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ. (المزامير 32:69)

كتبَ الملك داود هذا المزمور ليُخبرنا عن مشقّاته. لكن عندما نُقارن ذلك بِما عاناه المسيح، نلاحظ تشابهاً كبيراً في عذاب النفس الذي عانى مِنه كِليهما، قال داود: أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. فقد أعلن الرّب لهُ أنّ ذلك مُستطابٌ عنده أكثر من الذبيحة، فيقول في هذه الآية أنّ الودعاء (أولئك الأشخاص المطمئنين الذين ينتظرون الرّب) يرون ذلك فيفرحون. بالإضافة إلى ذلك، أكّد أنّ بهذا الفرح والسّرور الذي يظهر في قلب كلٍ مِنهم، يُحييهم، فما يُفرح القلب يُحييه، وهذا يكون لطالبي الله القدير.

بِما أنّ الرّوح القدس استخدم داود ليكتب العديد من المزامير، كانَ يتكلّم أحياناً عن نفسه وأحياناً يتكلّم بروح النبوّة، وقد وجدنا تشابهاً في الآية التي ذُكرت أعلاه، بين ما حدَث معه وبين ما تألّم مِنه الرّب يسوع، وأحياناً كثيرة تمّت كتابة نصوص مشابهة لكلِمة الله، لكن بمعونة الرّوح القدس، استطعنا التمييز بينها، فما يُعلن للقلب هو صوتُ الله الذي يتكلّم معنا. وقد تكلّم في هذا المزمور عن الآلام وأعلن سرّاً هامّاً، أنه يُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَيُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ، ومن لا يستخدم هاتين الوسيلتين ليُفرح قلب الرّب، لا داعي أنْ يقضي وقته بالصّلاة والتوسّل من أجل البركات. لقد قال الآب أنه يبحث عن ساجدين حقيقيّين يسجدون لهُ بالروح وَالحَقّ (يوحنّا 23:4) . فعندما نسبّح اسم الرّب بالتسبيح ونُعظّمه بحمدٍ، ذلك يُفرّحه أكثر من تقديم الذبائح .

وتصرّفنا هذا يُحيي القلب، فإن كانَ الله لا يعمَل بنا، نصبحُ حزانى، مشابهين كثيراً للموتى. أمّا عندما نكون جزءاً من عمَله، فهذا يَمنحنا الفرح والسّرور، لأنّ الرّبّ يأتي بنفسه ويزورنا، وبالنتيجة، تبتهج نفوسنا، وهذا الفرح هو شرطٌ أساسي لنخدم الرّب بصدقٍ، فنتّحد بالإيمان لنتخلّص من الأمراض ونُخرج الشياطين ونحصل على ما هو لنا . لأنّ الفرح الذي يمنحه لنا الرّب العليّ هو قوّتنا (نحميا 10:8).

عندما يزورنا الآب كلّ شيء يتغيّر، ولا يجبُ أن نستسلم دون أن نحصل على السّعادة. بل نطالب بها في صلواتنا، وعندما نتمسّك بها نستطيع طلب ما نشاء، وهذا يكون لطالبي الرّب.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.رسوارز