رسالة اليوم

03/01/2020 - وجهُك في المِرآة

-

-

 

لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، (يعقوب23:1)

 

 

أولئك الذين لا يعيشون ما يتعلَّمونه من الكتاب المقدَّس، ولا يمتلكون ما يُعلن لهم، يمنعون نورَهم من التألّق. يكشف أبينا السَّماوي بحكمته عمَّا نحن عليه في العالم الرُّوحي عندما نسمع كلمته، التي تشبه المرآة التي تُظهِر لنا كيف يرانا الله.

 

لا تصدِّق الصُّورة التي يرسمها الشَّيطان لك. ضَع مظهرك الرُّوحي أمامك ولا تؤمن بأيِّ صورةٍ أخرى. لا تنسَ أبدًا ما شعرتَ به عندما تعلَّمت شيئًا جديدًا من الكلمة، فهذه هي صورتك الحقيقية. آمن بما يقوله الربُّ، وسوف تتصرَّف مثل يسوع وتفعل نفسَ الأشياء التي فعلَها خلال خدمته على الأرض.

 

ستكون قادرًا على تنفيذ أو تلقّي ما يقوله الكتاب المقدَّس عنك عندما تبدأ في الإيمان به. لا يكفي أن تجتاحك رغبة مفاجئة كي تسود إرادتك. فبما أنَّ الماء لا يُمكن أن يرتفع عن مستواه، كذلك لا يمكنك فعل أيُّ شيء يتجاوز إعلان الربِّ لك. وهذا ينطبق أيضًا على إمكاناتك التي يقولُ الوحي أنك تمتلكها.

 

لا تتورَّط في محادثاتٍ حمقاء حول الملذات الدّنيوية. وعندما تنشأ مشكلة، لا تيأس واطلب من الجميع أن يصلُّوا من أجلك. إذا لم تتمسَّك بما أُعلن لك، فسيصبح ذلك كلاما خاطئًاً يخدعُ ويُفسِد.

 

بنفسِ الطريقة التي تُظهر بها المرآة وجهك الطبيعي، كذلك تكشِف كلمة الله عن الكيفية التي يراكَ فيها. إذا امتلكتَ ما يقوله العليُّ، فسوف تشعر تمامًا بما شعرتَ به عند سماع الإنجيل لأوّل مرَّة. تذكّر: أَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا. دَع الربَّ يجعل منك شجرةً تثمر حسبَ البذرة الجيِّدة التي زُرِعت فيك.

 

لا تؤجّل إمتلاك ما كُشِف لك، لأنّه قد يفوت الأوان. الحياة قصيرةٌ، وإذا لم تمتلك ما أُعلِن لك، فسوف تفشل في حمل الثِّمار وبالتالي لن تسلك بحسب الخطة التي وضعَها الله لحياتك. ما الفائدة إذا استيقظت بعد أن كانت الفرصة قد انتهت بالفعل؟ لقد تمَّ اختيارك لتنفيذ إرادة الله الآن!

 

أن تفقد وجهك الطبيعي يعني خسارتك للإرشاد. عندما يوضِّح لك الله ما يُمكنك فِعله أو امتلاكه، فإنّه يُخبرك بكلِّ ما تحتاجه للوصول إلى ما يذخره لك. ما عليه فِعله ينتهي بالوحي. أمَّا الجزء الخاصّ بك فهو أن تعمل على خطته لحياتِك.

 

محبتي لك في المسيح

د.ر.ر.سوارز