رسالة اليوم

21/12/2019 - الخادمُ المُطيع

-

-

 

«لاَ أَدْخُلُ خَيْمَةَ بَيْتِي. لاَ أَصْعَدُ عَلَى سَرِيرِ فِرَاشِي. لاَ أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي، أَوْ أَجِدَ مَقَامًا لِلرَّبِّ، مَسْكَنًا لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ». (مزمور132: 3-5)

 

 

وُجد سَببٌ وجيهٌ ليُخبرَ اللهُ داودَ عمَّا يريدُ فِعله. بالنّتيجة عندما اِكتشف داودُ ما أرادَه الله مِنه، حوّل إرادةَ الربِّ إلى شَغفٍ له، مجتهداً لتحقيق ما أظهره الربُّ له. لا تفوِّت فرصة طاعة الربِّ، لأنَّ القيام بالعملِ الذي دُعيت إليه هو اِمتيازٌ عظيمٌ.

 

موقفُ داود تجاهَ الربِّ، وكذلك عملهُ ودعوتهُ جعلتْ منهُ رجلاً حسبَ قلب الله (أعمال22:13). بقولهِ ذلك عن ابن يّسَّى، كشفَ الربُّ لنا سِرَّاً: يريدُ أن يقولَ ذلك عنَّا، وسيفعلُ ذلك إذا حفِظنا وصاياه.

لم يفكر راعي إسرائيل مرَّتين بعد أن سمِعَ من الله ما كانَ عليه فِعله. بالنِّسبة لداود، كلُّ ما أراده الله أن يفعلهُ سيصبح شغفاً حقيقيًا. في الحقيقة، يظهرُ الوصفُ في آيات المزمور 132 مدى تقدير داود لوصايا الله. لا ينبغي لنا أن نولي اِهتمامًا أقلَّ للوصايا الشَّخصية التي يعطينا إيَّاها الربُّ، لأنَّ من يحبُّ الله سيحبِّه بنفس القياس.

 

بمجرَّد أن رأى داودُ ذلك، بدأ يبحثُ عن المكان؛ ثمَّ وَجد ما بحث عنه، لذلك تمَّت خطة الله. لن يكلِّفك القديرُ بمهمَّة لا يُمكنك إنجازُها. لذلك مَهما كانت المهمَّة التي أوكلَها لك، ابقَ ثابتًا و اسعَ جاهداً لتحقيقها؛ وعندما تُنجز مهمَّتك أخيرًا، ستكتشف أنّه يجدر بك أن تجعل الربَّ سَعيدًا. اِطمئن لأنَّ الربَّ سيساعدك على تنفيذِ المهمَّة التي منحَها لك.

 

الحماقةُ تجعلُ بعضَ النَّاس يتجاهلون إرادة الله لأنَّهم يعتقدون أنَّهم يعرفون ما هو الأفضل بالنِّسبة لهم. لكنَّ الربَّ لن يأمرنا بفعلِ شيء لا يضيف قيمةً كبيرةً إلى أعمالهِ أبدًا. وليس هناك أفضل منك لإنجازِ المهمَّة التي أوكِلت إليك. ومع ذلك، عندما يحتقر شخصٌ وصايا الله، لأيِّ سببٍ من الأسباب، فإنّه يحتقر بركتَه، وسوف يندم عليها عندما يفوت الأوان.

 

يُسَرُّ الله بكلِّ من يطيعه. من ناحيةٍ أخرى، لا يفرحُ قلبه عندما يفشلُ أحدُهم في إعطاء الأولوية إلى كلمته. والَّذين يتصرَّفون بهذه الطريقة سيرون أشخاصاً آخرين يرفعهم اللهُ من أجلِ عمله. لكن أين سيقضي هؤلاء المتمرِّدون الأبدية؟ ماذا سيحدثُ للذين أعاقوا عملَ الله؟ لا أريدُ أن أكونَ في مكانِهم!

 

يجب أن نسعى جاهدين لتنفيذ المهمَّة التي عَهِدَ بها السَّيدُ لنا. بالإضافة إلى إمتياز شراكتنا للقيام بعملهِ، فإنّه يدعو الذين يطيعونه بالمباركين (لوقا28:11).

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز