قوة الإيمان

يُمكننا أن نشبّه أنفسَنا بأرضٍ لها عدًّة حدود: فنحن روحٌ تمتلك نفساً وتسكن في جسدٍ. لدينا أحلام ورغبات ونريد أن نعمل أسرة مباركة وإلخ.. وعلى كلِّ هذه الأجزاء، ينبغي أن يظلِّل الله بسلامه، وإلّا سيبقى القلقُ داخلنا.

تنوّعنا عظيمٌ جداً. فهناك مناطق يجب الحذرُ منها لمنعِ دخول العدوِّ. فإن كانت هناك قوىً شرِّيرة تعمل في أيٍّ من هذه المناطق، سوف تحاول جاهدةً إلى السّيطرة عليها بالكامل. كلُّ ما علينا هو أن نبارك اسمَ الربِّ. لذلك من لا يهتم بأرضهِ سيدفع ثمناً باهظاً بسببِ الإهمالِ أو الكسلِ.

يتكوَّن الكائن البشري من ثلاثة أجزاء: الرُّوح والنّفس والجَسد. كائننا الداخلي هو الجزء الرّوحي، الذي على الرّغم من كونه أبديًا ومولودًا منفصلاً عن الله، عليه أن يولد من جديد، وإلّا لن يستطيع رؤية أو دخول ملكوت الله (يوحنا 3،3). والنفس سوف تتبع الرُّوح إلى وِجهتها الأبدية، أما الجَسد فسوف يتحوّل إلى تراب، كما كان في البداية (أيوب10: 9).

لا يوجد شخصٌ واحدٌ ليس لديه خِطط لإنجازِ أهدافهِ أوتحقيقِ العطايا؛ ورغمَ ذلك، يجب أن تُخضع إرادتك لإرادة الله. أولئك الذين يعتقدون أنّهم قادرون على العيشِ حسب إرادتهم سيرَون في النِّهاية، أنّهم مُخطئون. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ الذين يقدِّمون أنفسَهم للربِّ لن يندموا على فِعل هذا، لأنّهم سيكتشفون أنَّ موقفهم كان عقلانيٌّ أكثر. في الحقيقة، سيكتسبُ كلِّ الخير الذي يسلِّم نفسه للخالقِ ويفعل مشيئته، لأنّه يسترشد بكلمةِ الله ولن يندم على شيءٍ في نهاية أيّامه. لذلك، إذا سلكنا وفقًا لخطة الله، فإنَّ الربَّ يصنع السَّلام في جميع أجزاء حياتِنا، ممَّا يعني عدم حدوث اضطراباتٍ في أيِّ جزءٍ من مناطق حياتِنا.

بدونِ أفضل أنواع القَمح، أي كلمة الله، لا يمكننا الحصول على الخبز. ولكنّ الطعام المناسب لروحِ أيِّ شخصٍ هو وحي الكلمة المقدّسة. وطالما نتغذّى على هذا الخبز، فإنّ أرواحنا ستكون قويّة وستتمكن من التغلّب على أيةِ مِحنةٍ، فبالجهاد ننتصر ويتمجّد الربِّ من خلالِ أفعالنا.

الخبز الذي نتلقّاه هو جزءٌ من طبيعة الله، وهو لا يعطيه لنا بالشُّح بل بالوفرة. وهذا الطّعام السَّماوي يتمُّ حَجبه عن الذين لا يَطلبون الارشاد من الكتاب المقدَّس؛ والذين يحتقرونه لن يكون لهم شركة مع الربِّ. فإنَّ الأمرَ متروكٌ لكلِّ واحدٍ منَّا لخدمة الربِّ وطلب وجهِه والتّضرُّع للحصول على خبزنا الأبدي حتى لا نُهزم أبداً.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز