رسالة اليوم

13/12/2019 - معاناة الخطاة ونجاتِهم

-

-

 

أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. (مزمور5:32)

 

لعلَّ ارتكابَ الخطيئة ممتعًا في البداية، لكن فيما بعد سيدركُ الشَّخصُ أنَّ ذاك شديدُ الخطورةِ وغيرُ مريحٍ أبداً، وأنّه يؤدي إلى الاضطرابِ والألمِ. تثبتُ تجربةُ داود الشَّخصية هذه النّقطة. لذلك شعرَ ناظمُ المزمور بثِقل الخطيئة ولكنَّه فهم قيمة غفرانِ الله أيضًا ولم يستمتع بالحياة إلَّا عندما حصلَ على الغُفران. أمرٌ جيدٌ أنَّ يمنحنا تبكيتُ الرُّوح القدس الشُّعورَ بالتّعاسة، لأنَّ هذا ما سنشعرُ به تماماً دون توبةٍ أو اعترافٍ إلى الأبد.

 

لقد مرَّ داودُ بأوقاتٍ عصيبةٍ، وأصبحت حياته عبئًا لا يُطاق تقريبًا. قد تكونُ يدُ الربِّ ثقيلةً على الذين ضلّوا عن طريقه دائماً! فعندما لا يكون لدينا سلامٌ أو شركةٌ مع الله، تُغلَق أبوابُ وطاقات السَّماء، والذين يَسقطون في الخطية سوف تُتاح لهم الفرصةُ للتَّوبة لأنَّ امتلاك قلب منكسرٍ هو الطريقة الوحيدة للتخلُّص من الخطأ (أعمال22:8). هناك خلاصٌ فقط للّذين يعترفون ويتخلّون عن الخطيئة.

إنَّ هذا أكثر خطورة ممَّا تعتقد. يفقدُ بعضُ النّاس كلَّ ما حصلوا عليه بسببِ الخطيئةِ منذ سنواتٍ عديدةٍ بفعلِ عملٍ شاقٍّ. فمن يُخفي إثمه سيرى أنَّ بنيته الرُّوحية (وفي بعضِ الحالات بنيته الجَسدية أيضًا) ستصبحُ جافة وغير مرِنة، تُكسَرُ بسهولةٍ، لأنّه أصبح عجوزًا. هناك حياةٌ فقط للذين يحترمون الربَّ، أي يحفظون وصاياه (يوحنا21:14). هذه هي الطريقة التي يُمكن بها استعادةُ شركتِنا مع الله.

 

من السَّهل معرفة الشَّخص الذي يُخطئ، لأنَّ مزاجه سيتأثر أيضاً. فالخاطئ لا يمتلك سلاماً، ويكون عصبيًا دائماً ولا يهدأ، يستمرُّ في إيذاء الآخرين بكلماتهِ، ويتّهمهم دون أيِّ دليلٍ، والأسوأ من ذلك أنّه لا يستطيع أن يستمتعَ بالأشياءِ الجيدة التي يذخرها الله له. بالتّأكيد أولئك المقيَّدون بالخطيئة يعيشون على هامشِ الإيمان، مُحاطون بالمعاناةِ وعدم الثّقة دائماً.

 

عندما اقتنعَ داودُ بأنَّ خطأه هو ما قاده إلى حالةِ اليأس، بدأ يخطِّط كي يعترفَ للربِّ. وقد أعلنَ أنه سيعترف بكلِّ تجاوزاته. جاءَ اليومُ وفعل ما هو صائبٌ أمام الربِّ. لقد غُفر له واستعاد سلامَه، وامتلأ قلبُه بالبهجةِ لأنَّ الله قد سامَحه.

 

مهما كانَت خطاياك. إذا لم تعترف بها، فلن تتخلَّص من الضِّيق الذي سيطرَ عليك أبدًا. سترى أنَّ حياتك سوف تتغيَّر بالكاملِ إذا سوَّيتَ الأمرَ مع الربِّ، وسوف يمتلئ قلبُك بالبهجةِ. فماذا تنتظر؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز