رسالة اليوم

10/12/2019 - الفرقُ بين ما لله وما للإنسان

-

-

 

وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. (مزمور8:19)

 

الأديانُ ليست جميعها سيِّئة من المنظور البشري. وهي لازمة بطريقةٍ ما في أماكن لم تصل إليها كلمة الله لتمنع النّاس من فِعل ما يشاؤون. لكن لا يُمكن لأيّة ديانة أن تعطي أتباعَها الخلاصَ أو مغفرة الخطايا. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الإنجيل على الرُّغم من عدم كونه ديانة، لكنّه يصنعُ مواطنين صالحين حاصلين على الخلاص الأبدي.

 

الغرضُ الوحيدُ من القوانين التي تُعتبر جيّدة هو الحفاظ على الإنسان ضِمن حياةٍ إجتماعية طبيعية. ولأنَّهم جزءٌ من قانونٍ دينيٍّ معيَّن، فليس لهم أيّة مِيزة أمامَ الله. وهذا هو سببُ حاجتنا إلى التّبشير بالإنجيل لكلّ مخلوقٍ. فالذين يستمعون إلى كلمة الله، سينالوا البركة ويتحرَّروا من الخطيئة واللّعنة الأبدية.

 

هناك فرقٌ كبيرٌ بين تعاليم الله وتعاليم الانسان. فتعاليم البشرِ ليست صحيحة دائمًا، أمّا وصايا الربّ فلا تُخطئ أبداً، لذلك تجدُ الخاضعين لقوانين الله أكثر كمالاً من الجميعِ. أمّا الذين يعيشون بدوافع القواعد الدّينية، فهم يطيعون خوفًاً من العقاب، والذين يتصرَّفون بقانون الله يفعلون ذلك بدافع المحبة، وهم يبتهجون بذلك.

 

وينطبق الشَّيء نفسُه على وصايا الربّ وعلاقتها بتعاليم الانسان. فكلُّ ما يَنتج عن الدّيانة إضافة إلى كونه باطنيًا، فيتبع أسلوب التّهديد. لكن وصية الربّ نقيّة والذين يطيعونها يعيشون في سلام. وسيصبحوا أيضًا أكثر ذكاءً وحكمةً لأنّهم يعيشون حسبَ كلمة الله، لذلك تجدُ إدراك المؤمن المسيحي أكبر وأفضل من فهم أيِّ شخصٍ متديّن.

 

أفضل ما يمكن للمرءِ فعله هو طاعة كلمة الله من كلِّ قلبه. فالذين يتصرَّفون بهذه الطريقة سيصلون إلى نهاية حياتهم بفرحٍ، دون خوفٍ من الدّينونة عندما يأتي اليوم العظيم. كذلك يتوقع المتديِّنون أن يكون الربُّ طيبًا لهم، على الرُّغم من عدم تمكّنهم من الوفاء بواجباتِه. لكنّ الذي يؤمن بالإنجيل فينتقل من الموتِ إلى الحياة (يوحنا24:5).

 

لا يوجد خيارٌ آخر: إمَّا أن تؤمن بما يقوله الخالق أو ستخسر إلى الأبد. إذا لم يكن هذا صحيحًا، فلن يكونَ اللهُ حقيقيًا وبالتالي خسارة أبدية. أمّا مكافأة الذين يؤمنون، ستكون رؤيتهم لمجد الله.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز