رسالة اليوم

09/12/2019 - اجتذابُ الخطاة

-

-

 

وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. (لوقا1:15)

 

 

قوَّة الإقناع التي كانت لدى ابنُ الله كي يجتذبَ الضَّالين جديرةٌ بالمُلاحظة. ذهبَ العشَّارون كِليهِما إلى الربِّ - اليهودُ الذين عَمِلوا في الإمبراطورية الرُّومانية - والخطاةُ أيضاً لأنَّ الجميع أرادَ أن يسمعَ قوله. إنَّ معرفة قوّة جاذبية المسيح لم تكن جسديّة وأنَّ القدرة التي استخدمها لشفاءِ المرضى تسبَّبت في ذهاب النَّاس إليه، وذاك يحثّنا على القيامِ بالأعمالِ نفسِها (يوحنا 14:12).

 

سيكونُ من المفيدِ للغايةِ أن نتعلَّم من يسوع كيفَ نتمِّم خِدمتنا بشكلٍ صَحيحٍ. لم يكرز يسوعُ بالدِّيانة ولم يدين أحداً منهم. فالأهمُّ هو أن تجعلَ النَّاس يفهمون الإرادة الإلهية. كانَ للسَّيد قوَّة استثنائية تسبَّبت في أن يسعى الأشرارُ إليه ومن ثمَّ قادَهم إلى معرفةِ الحقيقة. عندما عادّ إلى السَّماء، لم يأخذ يسوعُ سِرَّ نجاحِه معه؛ في الواقع، تمَّ تسجيله في الكتاب المقدَّس. لذلك، أولئك الذين تعلَّموا كيفيَّة الحصول على إرادة الآبِ في العملِ سيحصلون على النَّجاحِ في عملِهم أيضًا.

 

لم يعاملْ السَّيد النَّاس حسبَ الخطايا التي اِرتكبوها، لكنَّه كان يقودُهم بحكمةٍ إلى فهمِ كيفية التحرُّر من الأخطاءِ؛ لهذا اشتهى العشَّارون والمُذنبون الإستماع للسَّيد. من الواضحِ أنّه لم يتغاضَ عمَّا فعلوه، لكنَّه علَّمهم كيفية التخلّص من قِوى الظّلام. لذلك من خلال تعلُّم المشي في طريق البرِّ، بدأوا يعيشون حياة مستقيمة. ونتيجة لذلك، تعلّمَ الكثيرون من الخطاة سِرَّ الخلاصِ.

أتساءَل من الذي بدأَ في تاريخِ الكنيسةِ في تغييرِ رسالةِ الإنجيل- الحقيقةُ هي أنَّهم حوَّلوها إلى ديانةٍ. اليوم، حتى بين الإنجيليين، هناك الكثيرُ من التّعاليم التي من هيَ صُنع الإنسانِ، والتي لا ينبغي أن تكونَ موجودة لأنَّها تفشلُ في تقريبِ النّاس من الله. يجب أن نعظَ بتعليم السَّيد فقط لكلِّ الخليقة.

 

قال إشعياءُ النَّبي أنَّ المظهرَ الطَّبيعي للربِّ يسوع لم يكن وراءَ السَّبب الذي جعلَ النَّاس يشتهون المجيءَ إليه (إشعياء 53: 2). استراحَ بمسحةِ الرُّوح القدس، الذي من خلالِ مواهبهِ، وهَبته القدرةَ على صُنع المعجزاتِ. هذه الصِّفة يمكن ويجب أن تكون على كلِّ من يرغب في تنفيذ وصيةِ السَّيد القائل: "اذهبْ". وبدون ذلك لن نقومَ بالأعمالِ نفسَها أبدًا.

 

أدهَشَ سلطانُ المسيحِ على الشَّياطين والأمراضِ وعلى الطبيعةِ أيضاً الجماهيرَ، وبالتالي نَقلوا الأخبارَ أنَّه كان مختلفًا عن المتديِّنين حقاً. وبالتالي ستنشرُ عائلتنا وأصدقاؤنا وغيرهم الأخبار ذاتَها بمجرَّد أن نبدأ بفعلِ ما قام به السَّيد.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوراز