رسالة اليوم

07/12/2019 - خدماتٌ مُشتَّتة

-

-

 

وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ. فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَارَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِيلوقا40:10

 

 

إنَّه لأمرٌ مدهشٌ أن نرى كيف تجذبُ أمورُ هذا العالم اِهتمامَنا أكثرَ من عنايتنا بالأمورِ الرُّوحية. كثيرون على سبيل المثالِ، يتهيَّئون للذّهاب إلى بيتِ الله - يستحمُّون ويتعطّرون ويلبسون ثيابًا نظيفةً ومكويّة بشكلٍ جيِّد - لكنَّ أكثرهم يشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً (متى 23: 27)؛ وَهِيَ مِنْ الدَّاخِل مَمْلُوءَةٌ كُلَّ نَجَاسَةٍ. ولا يكلّفون أنفسَهم عناءَ تطهيرها. والأسوأ من ذلك أنَّهم يقدِّمون أنفسَهم للعليِّ بهذه الطريقة.

 

كانت مرثا مشتّتة ومضطرِبة بخدمةٍ كثيرةٍ لأنّها أرادت استقبالَ ربَّ الارباب بشكلٍ حسَن، لكنّها لم تدرك أنّه كان ينبغي أن تستقبله في قلبها أوَّلاً. في مقطعٍ آخر من الكتاب المقدّس، وَجَدَ التلاميذَ نِيَامًا وما قَدَرْوا أَنْ يَسْهَرُوا مَعَه سَاعَةً وَاحِدَةً. (متى 26: 40). هناك الكثير من الأشياء غير المُجدية التي تأخذ وقتنا وتسلب منّا متعة لقاءٍ حقيقيٍّ مع المخلِّص. من الضَّروري أن ننتبه ونعودَ إلى رُشدِنا!

 

أثناء إنشغالِها بالأشياء المادية، اِعتقدت مرثا أنَّ إطعام السَّيد أكثرَ أهميةٍ من الحصولِ على الطعام الحقيقيّ الذي يقدِّمه هوَ فقط. في الواقع كانت تضيِّع الوقتَ، تبدِّد فرصة ربحٍ أكثرَ ممَّا لو وجدت أكبرَ جزعٍ للذّهب في العالم. لا تدع أيَّ شيءٍ يسلبك الشَّركة مع الربِّ، فلا شيء على الإطلاق، بغضِّ النّظر عن مقدار الرِّبح، يُمكن أن يعوِّضَ خسارتك.

 

أولئك الذين لا يسلكون بالرُّوح يقولون أشياءً تُغضِب الله القديرَ. إن قادك لتقدّم عطيةً، ستجدُ عذرًا مباشرةً لعدم القيام بذلك. إذا أرسلَك إلى الكرازةِ، ستقولُ إنَّ لديك شيءٌ أكثرَ أهمية لفعلهِ. إذا استيقظت باكراً لتطلبَ وجه الربِّ، تتلو صلوَة وتعودُ إلى النَّوم مباشرة لأنّك في اليوم التّالي ستذهب إلى العملِ. لو فهمتَ فقط، لإمتلأ يومُك بالحلولِ لأنَّ الربَّ أراد زيارتك لهذا السَّبب تماماً.

 

كلُّ ما ليسَ من الله يسبِّب المللَ والتّعب ولكن لا يجب أن نصلّي للآبِ كي يساعدنا في مواجهة هذه الأشياء؛ بدلاً من ذلك يجب أن نطلبَ مشيئته. فلا ينبغي للمسيحيّ أن يقبلَ أيّ شرٍّ في حياته لأنّه من خلالِ خدمة الله، سيتمُّ فِعل كلّ شيءٍ بسهولةٍ دون أيّ إزعاج وسينتهي اليوم بفرحٍ وحالةٍ مزاجية حسنةٍ.

 

يجب ألا نقولَ للربِّ أبدًا عمَّا نريده أن يفعلَه لنا، بل أن نقتربَ منه لفهمِ مشيئتهِ. فبدون رفعِ الحَجر، لن يقومَ "لعازر". هناك احتياجٌ واحدٌ فقط (لوقا42:10) وهذا هو النَّصيب الصَّالح الذي يجبُ عليك اختياره.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز