رسالة اليوم

28/11/2019 - ليسوا أبناءً بل عائبين

-

-

«أَفْسَدَ لَهُ الَّذِينَ لَيْسُوا أَوْلاَدَهُ عَيْبُهُمْ، جِيلٌ أَعْوَجُ مُلْتوٍ. (تثنية5:32)

 

 

مرَّت قرونٌ عدَّة وجهود هائلة بُذلِت، بدءاً من دعوة إبراهيم حتى امتلاك الإسرائيليين لأرضِ الموعدِ، استخدمَ اللهُ خلالها خدَّاماً لتنفيذ خطتهِ. ولكن عندما أخطأ بنو إسرائيل تركَهم لأنَّهم لم يتوبوا. لذلك يجب أن يكون هذا بمثابةِ تحذيرٍ للّذين يُدعَون للقيامِ بعمل الله لأنَّ الربَّ قدُّوسٌ ولن يتهاونَ تحتَ أيِّ ظرفٍ من الظروف مع الذين يلطّخون أنفسَهم بأيِّ تجاوزاتٍ. ولئلّا يحدث هذا لنا، علينا أن نتصرَّف بحكمةٍ، وهكذا سنُرضي الربَّ.

 

لا يُمكن للقديرِ أن يَمشي مع أيِّ شخصٍ ينغمسُ في الخطيئة لأنَّ الفاسِد هو حليفٌ للعدوِّ. الشَّخصُ الذي ينجرفُ بالتَّجربة ينفصلُ عن الآبِ. ونتيجةً لذلك، يُصبح رهينةً لفعلِ الخطية وينتهي المطافُ بهِ إلى العيشِ في الفجورِ وخيانةِ الأمانةِ والعِصيان والجَشع، إلخ. وبالتالي سوف يتخلَّى عن الذين يقعون في التَّحربة وينفصلون عنهُ.

 

سيرتكبُ الإثمَ كلُّ من يفشلُ في السَّير بالإيمان، وسيَحملُ وصمةَ أفعالهِ ويدنِّس نفسَه ولن يعملَ عملَ الله. وعندئذٍ يتمِّم الربُّ العملَ ولن يَستخدمَ الذين يَستسلِمون للخطيئةِ. في الَّلحظة التي يقبلُ فيها الشَّخص قولَ الشَّيطان في قلبهِ، لن يستخدمَه الربُّ فيما بعد. قد يمتلكُ هذا الفردُ خبرةً ويتحدَّث بلغةِ شعبِ الله، ولكن لن يحصلَ على أيِّ مساعدةٍ إلهيّةٍ.

 

نحن مدعوون لنكون جيلَ المُنتصرين والمكرَّسين السَّائرين مع الله، وبالتَّالي نحن أدواتٌ في يديهِ. ورغم ذلك، فإنَّ الذي يفشلُ في اتِّباع الربِّ، وهو غيرُ راغبٍ في الرُّجوع إليه، لكنّه يأتي بطرقٍ عدَّةٍ متحدِّثاً مع النّاس ليعتقدوا أنَّ الربَّ مازالَ يستخدمه، لكنَّه سوف يدرك أنَّ كلَّ ما فعله كان عملاً إنسانيًا دونَ مشاركة الرُّوح القدس. بالإضافة إلى عدم حصولهِ على المكافأةِ، وستتمُّ معاقبة كلُّ من لا يُنجز مهمَّته.

 

السَّهر والصَّلاة هي وصايا أعطاها يسوعُ لأبنائِه (متى 26: 41). وعدم القيام بذلك هو تجاوزٌ ونتيجته هو الاستثناءُ من البركةِ. فلماذا تجري بعيداً في طريق الخطيئة بدلاً من أن يكون لك الإمتيازُ بأن يقودَ اللهُ خطواتَك في طرقهِ؟ أولئك الذين يقودهم الرُّوح القدس يشهدون على مدى جدارة كونك ابناً لله. يمكنه أن يكون أباً فقط لأولئك الذين يريدون أن يكونوا أولاده.

 

يغتبط العليُّ بسعادةٍ غامرةٍ عندما يرى قلبَ أبنائه يمتلئ بالحِكمةِ. لا يشعرُ بالرِّضا عند التديّن بل عند اِمتلاكهم الحِكمة. ضَع في اعتبارك أنَّ الحكيمَ هو الذي ينقاد بالرُّوح القدس وبالتالي تصبح قوَّته أكبرَ بكثيرٍ من قوَّة العدوِّ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز