رسالة اليوم

18/11/2019 - صنعَه اللهُ هكذا

-

-

 

وَمَلأَهُ مِنْ رُوحِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَكُلِّ صَنْعَةٍ. (خروج31:35)

 

يجبُ على النَّاس الذين يتفوَّقون على الآخرين في بعض النّواحي أن يدركوا أنَّ روحَ الله هو الذي منحَهم هذه المَهارة. من ناحيةٍ أخرى، لا يعرف الأشخاصُ الذين لا يشعرون بالامتنان أيّ فكرةٍ عمَّا يفتقدون إليه ولا يُدركون المحاسبة التي ستحصلُ في اليوم الأخير. يمثِّل بَصَلئيل، الذي صُوِّرت قصَّته في سِفر الخروج، كلَّ إنسانٍ بمعنى أنَّ الربَّ يؤهّل كلَّ واحدٍ للقيام بالعملِ. العطايا والخدماتِ التي يمنحَها متنوعةً ومتعدِّدة الأهمية أيضًا.

 

من الغباءِ أن تَعتبر نفسَك أفضلَ من الآخرين. الآن، كُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ (لوقا48:12). يجب على الَّذين يتفوَّقون في أيِّ مجالٍ الإتّشاح بلباسِ التّواضع دائمًا بدلاً من أن ينسبوا لأنفسِهم المَهارات التي يمتلكونها. قال الملكُ داود، على سبيل المثالِ، الذي كان يُمكن أن يتفاخر بإنجازاتهِ، إنّه لا يمتلك شيئاً ممّا لديه وأنَّ الربَّ هو الفاعل لكلِّ شيء (مزمور 57: 2). كذلك قال يسوعُ نفسَ الشَّيء.

لا أحدَ يأتي إلى العالمِ عن طريق الصُّدفة، لذلك يُمكننا القول أنَّ الآبَ له هدفٌ في حياةِ الجميعِ - وهذا ينطبقُ عليكَ. لذا تأكَّد من أنك تستجيبُ لِما يُخبرك به الربُّ من خلالِ كلمته وأكمِل دعوتك بمجرَّد أن تحصلَ على هذا الفهمِ. عندما تفعل ذلك، سيتمُّ الكشفُ عن المواهب التي وضعَها في حياتك بشكلٍ أكبر ومن ثم ستفهم السَّبب الذي جعل إلهنا الأبدي يُعدّك من أجلهِ.

 

إذا أعطيتك بعضَ النّصائح، ستكون كما يلي: لا تخيّب أملَ الربّ. لقد أحبّك كثيرًا لدرجة أنّه جعلك تعرف الكلمة. ما سمعته كافٍ ليمنحكَ الخلاص والبركات الأخرى بالفعل. لكنَّ الله لديه بالتأكيد المزيد ليعطيك. إذا طلبته، ستجده وستكون كاملاً بكلِّ الطرق. إنجازك الخاصّ سوف يمجِّد القدير.

 

هل تأمّلت يومًا في ما قدَّمه لك الخالقُ؟ لقد نجحَ الشّيطان في إقناع بعض أبناء الله أنّهم لا يمتلكون شيئاً كي يقدِّمونه لملكوتِ الآب وللإنسانية. لا تصدِّق ذلك، لأنَّ كلَّ ما يأتي من العدوِّ هو كذبة. لديك الأفضل لملء أيِّ ثغرة موجودة في العالم لأنّك ابنٌ للملك.

 

بكلِّ بساطة، اِبدأ في فعلِ ما تفهمه أنه مشيئة اللهِ لحياتك. لقد خُلِقنا ثانية في المسيحِ (2كورنثوس17:5)، لذلك إضافة إلى أعطائنا الحكمة والفهم والعلوم في جميع المِهن، قد ألبَسنا ذاتَ القوَّة التي كانت ليسوع للقيام بنفسِ الأعمال التي قام بها أثناء خدمته الأرضية. بالنَّظر إلى هذه الحقيقة، استخدِم ما تمَّ إعطاؤه لك وسيمنحك الربُّ المزيدَ!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز