رسالة اليوم

12/11/2019 - (لا ترتكب ذاتَ الخطأ)

-

-

 

وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ، وَلكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ. (القضاة19:1)

 

 

 

لعدَّة مرَّاتٍ سمِع شعبُ الله أنَّ المعركة هي للربّ. سلَّم يشوعُ العملَ المُنجز ولكن في الواقعِ، كان لا يزال هناك الكثير من الأراضي لإمتلاكها . بما أنّ القدير مع يهوذا، فما الذي منع هؤلاء النّاس من تنفيذ الأمر بالكامل؟ تأكّد من طاعة كلّ ما قيل لك. لا ينبغي أن تُوجد عقباتٌ أمام المؤمنين، مثل مركبات الحديد أو أيّ قطعة أثرية حديثة أخرى من صُنع الإنسان. لذلك اسعَ جاهداً لعدم ارتكابِ الأخطاء نفسَها أو أسوأ منها.

 

علِمَ شعبُ يهوذا جيدًا أنَّ الربَّ هو رجلُ حربٍ، فإن كان اللهُ معهم، لماذا لم يقوموا بالعمل بأكملِه؟ ومع ذلك، قبل أن نحكم على قادةِ شعب الله، سِبط المسبّحين والأمة بأكملها، دعونا نتأمل في هذا الأمر: من المُحتمل أنّنا نرتكب الخطأ ذاته - الفشل في خوضِ الجهاد الحسَن (تيموثاوس الثانية4: 7). لكن لا ينبغي أن ندع هذا يحدث لأنَّ العديدَ من أفراد عائلتنا لم يَختبروا الولادة الجديدة.

 

لماذا تخلّى يشوعُ عن العمل مادامَ هناك الكثير من الأراضي التي يجب امتلاكها؟ بالمقارنة مع حياتنا، لماذا لا نصوم بعد، لماذا لا نحضر اجتماعات الصّلاة، ولماذا لا نجاهد في الإيمان كما كنّا نفعل في الماضي؟ أليس لدى الله شيء آخر لإنجازه فينا؟ لماذا اعتنقَ الكثيرُ من المسيحيين السّلوك العِلماني؟ كم عدد الذين خضعوا للممارساتِ القذرة؟ أليس كلُّ هذا من أعمالِ الشّيطان؟

 

 

إن كان الله بالفعل مع يهوذا، فما الذي منعه من الوفاء بالوصيّة بأكملِها؟ إنه ذات الموقف الذي يتّخذه الكثيرُ من المسيحيين مع تقدّمهم في السِّن. قال كالبُ إنّه على الرّغم من بلوغه 85 عامًا، إلّا أنّ قوّته لم تتغيّر (يشوع10:14). أين هؤلاء الذين آمنوا بالربّ ذات يومٍ؟ لا شكّ أنّنا متديّنون وخطاة هذه الأيام.

 

أكبر خطأٍ يمكن لأيِّ شخصٍ أن يرتكبه هو عدم إطاعة الوصيّة. سيستقرُّ الشّيطان في قلب الخطاة وسيُصبحوا مفسدين جسديًا و معنوياً وروحياً نتيجة لذلك. وعلامات السُّقوط في حياة هذا الشّخص بدأت تظهر. على سبيلِ المثال، نوع الملابس التي يرتديها، وفي تعلّقه بأشياءِ هذا العالم وفي عدم الاهتمام بتكريسِ حياته. ثم يتحوّل مذبحُ الربِّ مكانًاً للخوف وليس للحبّ.

 

لماذا ترك شعبُ يهوذا عربات الحديد تسبّب لهم الخوف؟ لماذا نسمح للقوانين والتّهديدات أن تخيفنا؟ أين "بولس" و"سيلا" الذين لم يخافوا من الجَلد في الأماكن العامة. والذين رنّموا التّسابيح للربِّ في السِّجن؟ لقد صنعَ احتفالُهم زلزالاً في السِّجن وخلَّص السّجّان وعائلته (أعمال 16: 31).

 

كم عدد الذين تعلّموا من خلال الثّبات في الإيمان أنّ الأمر يستحقُّ طاعة الله؟ ماذا تقول عائلتك عن إيمانك؟ ما رأي زوجتك عن حياتك؟ اِحذر من أفعالك لأنّك من دون أن تدرك، قد ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه يهوذا، وهذا بالتأكيد لا يُرضي الله. ثِق بالله القدير وأكمِل العمل الذي كلّفك بهِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر سوارز