«فَيَعْمَلُ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ وَكُلُّ إِنْسَانٍ حَكِيمِ الْقَلْبِ، قَدْ جَعَلَ فِيهِ الرَّبُّ حِكْمَةً وَفَهْمًا لِيَعْرِفَ أَنْ يَصْنَعَ صَنْعَةً مَا مِنْ عَمَلِ الْمَقْدِسِ، بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ». (خروج1:36)

مهمَّتنا الأكثر أهمية هي القيام بالأعمال التي دُعينا إليها، تمامًا مثل أهوليآب وبَصَلْئِيلُ الذين قالوا "نعم" لدعوة الله. لقد اِستخدموا الموهبة المُعطاة من الربِّ في الخدمة الإلهية. في الواقع، حتى في تعليم الآخرين أيضاً ولأنّهم كانوا صادقين، قدَّموا للخدمة كلّ العروض التي قدّمها النَّاس.

لابأس في إكثار العطاء لبيت الله، فلا شيء أكثر نبلًا من استثمار قوَّتنا ومهاراتنا وحكمتنا في عملِ الآب. أولئك الذين يُسلِمون أنفسَهم للربّ من أجلِ القيام بعمله ولمساعدة الآخرين، سيعرفون أنَّ ما فعلوه هو استثمارٌ وليس مضيَعة للوقت أو الموارد، وفي المقابل يحصلون على أكثر بكثيرٍ ممّا فعلوه.

لا يهمّ المكان الذي تمَّ استدعاؤنا إليه للخدمة، ولكن إلى أيّ مدى نُسرع لتلبية دعوة الربّ. فالصّحة والموارد والمهارات تُمنح لنا لغرضٍ سامٍ. والذين يقولون "نعم" لدعوة الله، سرعان ما يدركهم الإزدهار في جميعِ المجالات. إلى جانب ذلك، ستظلُّ يدُ الربِّ ممدودةً للأشخاص الذين يَستخدمهم الرُّوح القدس. حتى إيماءة إحسانٍ هي عمل يُنجَزُ من أجل السَّيد، وبالتالي فإنَّ الشَّيء الصَّحيح الذي ينبغي عمله هو مساعدة المحتاجين لأنّنا بذلك ننفّذ الأمرَ الإلهي.

كلُّ شخصٍ لديه موهبة ما: البعضُ لديه الاستعداد للعمل اليدوي؛ آخرون لأعمالٍ فكرية، إلخ. يعلم أولئك الذين يتبعون لمسة الرّوح أنّهم سينالون المكافأة عندما يُطلب منهم فعلُ شيءٍ ما، وهكذا سوف يتلقّون المزيد من دعمِ الأيدي الإلهية. كلُّ ما لديك - حتى ابتسامتك ومظهرك المقدَّس والسِّمات الأخرى - يجب تقديمه للربّ.

الشَّخصيَّتان المُستشهَد بهما في هذه الرِّسالة لم يكتفيا بالعملِ فقط، بل كانا على استعدادٍ لتدريب الآخرين أيضًا. لهذا السَّبب، كان بيتُ الربِّ رائعًا ومستعدًا لاستقبال شعب الله. يجب عليك أن تفعلَ الشَّيء ذاته: كرِّس جزءًا من وقتِك ومهاراتك كتقدمةٍ ممتعةٍ في نظر الآب، وسترى أنَّه سيكافئك. وسيعطيك شيئاً صالحاً باسم الربّ، لكلِّ من هو في حاجة وسيكون التَّعويض كبيراً.

يجب عليك استخدام النِّعمة التي أعطيَت لك بطريقةٍ مسؤولة. النَّزاهة هي إحدى أهم سِمات الشّخصية المميّزة. في بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ، برزت هذه السِّمة عندما أمرَ موسى بإتمانِ الموارد الّلازمة للبناء إليهم. وهذا يعني أنّه يُمكن تكليف أشياءٍ أكبرَ لأولئك الذين يستخدمون مواهبهم (كالذكاء، المهارات.. إلخ) بحكمةٍ.

الشَّيء الذي يجب على الجميع مراعاته هو: يجب مشاركة كلّ ما نحصل عليه. أولئك الذين يحتفظون بمعرفتهم وعطاياهم لأنفسِهم لا يفعلون الصَّواب؛ من ناحيةٍ أخرى، إنّ الذين يساعدون الآخرين لن ينقصَهم شيءٌ.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز