رسالة اليوم

08/11/2019 - الله سيثبِّتُ وعوده

-

-

 

فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُلاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.

( لوقا30:1)

 

إذا ابتعدنا عن ما تخبرنا به الكلمة، فلن نحصلَ على البركات التي يَذخرها الربُّ لنا. للأسف، يعتقدُ الإنسان عادةً أنَّ وعود الله مستحيلة. مريمُ على سبيل المثال، سمَحت لروحِ الخوف أن يدخلَ إلى قلبِها، وهذا ما لا ينبغي حدوثه. حسنًا، الرِّسالة الإلهيّة هي بمثابةِ وثيقة تُثبت أنّنا مالكين للبركات الموعودة، لذلك يَحسنُ الإيمان بوعدِ الآب بمجرَّد نوالِه.

 

أولئك الذين يفشلون في التمسّك بما يقوله الربُّ لهم يخسرون الكثير. لأنّ الكلمة التي منحتك الفهم تمتلكُ القوَّة الّلازمة للوفاء بما أعلنته؛ فالله القديرُ لن يقول شيئاً ويحدِّد أهميته لاحقًا. علاوةً على ذلك، كونه مثاليٌّ وكاملٌ، لا يخطئ على الإطلاق، ويمكن اعتبار كلمته عملاً تمَّ إنجازه، رغم أنَّ الظروف قد تقول عكسَ ذلك.

 

زارَ الرَّسول السَّماوي مريم لأنَّها وجدت نعمة في عيني العليّ: إلهنا. فعندما يكشفُ لك الكتاب المقدَّس عن شيءٍ ما يمنحك الفهمَ أنَّ للربّ هدفاً كبيراً في حياتك، لا تتردَّد، لأنّك لو لم تكن قد حصلتَ على إحسانٍ إلهي، لما أعطاكَ الربُّ الوحيَ أبدًا. عليك أن تركِّز على كلُّ ما يقوله الربُّ لحياتك.

 

ولأنّ الطبيعة البشرية منفصلة عن الله، لذلك من الطّبيعي أن يعتقد الإنسانُ بعدم تحقيق الوعود الإلهية. لكن عليك السَّير بالإيمان وليس بالعيان (كورنثوس الثانية 5: 7) ، فلا تخسر أيَّ بركة بل ثِق بكلِّ ما يُخبرك الله به واتّخذه كهدفٍ ينبعي الوصول إليه. يُسَرُّ الآبُ لرؤية أبنائه مجتهدين لتحقيق ما تعلّموه كإرادة إلهية لحياتِهم.

 

حذَّر الملاكُ الفتاة العذراءَ لئلّا تدعَ روحَ الخوفِ يدخل قلبها. فيجب أن نتنبَّه دائمًا لأنّ الشَّيطان سيفعل شيئًا ما محاولاً منعنا من الحصول على ما قُدِّم لنا. لا تخجل ولا تخف. اِثبتْ بحزم في قناعاتك وقراراتك لأنَّ الخالق يحترمُ ما نطقت به شفتيه دائماً، حتى لو قال مليارُ شخصٍ عكسَ ذلك.

 

من يستلم رسالة إلهية يمكن اعتباره صاحب إيمان والدَّليل - المُستند - تصديقه للأشياءِ التي لم يراها (عبرانيين 11: 1). إنّ الفشلَ في طلبِ بركتك وفشلك في تنفيذِ ما قيلَ لك هو خطأ مزدوج. حتى لو لم تفهم ذلك، ستكون منتصرًا إذا سمِعت من خلال الكلمة فقط أنَّ الرِّبحَ لك بالفعل. لذلك اِسعَ جاهداً لتحقيقِ ذلك!

 

يُنهي الله دوره في الَّلحظة التي يُخبرنا فيها شيئًا ما. ثمَّ كلُّ ما علينا فعله هو أن نصدِّق ذلك حتى يتحقّق ما يعلنه الربّ؛ بالنِّهاية، ما يُعلنه الله القدير يحدث دائمًا، فالسَّماء والأرض تزولان ولكنَّ كلامه لا يزول. (متى 24: 35). أولئك الذين وجدوا نعمة أمامَ الربَّ يتحمَّلون مسؤولية البقاء بحزمٍ في موقعهم الرُّوحي.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز