رسالة اليوم

06/11/2019 - خطيّة عدم الإيمان

-

-

 

وَذَهَبَ هذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ، فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هذَيْنِ. (مرقس13:16)


بعد قيامته. ظهرَ الربُّ أمام اثنين من التّلاميذ كانوا متَّجهين نحوَ الحقولِ في طريقهِم إلى عِمواس. في البداية ظنّوا أنَّه كان شخصًا عاديًا قد انضمَّ إليهم، ولكن عندما أعلن نفسَه، اختفى. دُهِش هؤلاء الأشخاص وقالوا أنّهم شعروا بشيءٍ غريبٍ في قلوبِهم. ذهبوا بفرحٍ إلى الرُّسل الآخرين وأخبروهم بما حدث. و رغم ذلك، لم يصدِّقوهم.


ما يلفتُ انتباهنا هنا هو أنَّ هذين التلميذين لم يُدركا أنَّ ذاك الإنسان هو الربُّ. في كثيرٍ من الأحيان، ولأننا غارقون في خيبات الأملِ والمتاعب والأحزان، فإنَّنا لا نتعرَّف على إلهِنا بالطريقة التي يَظهر بها لنا.


لقد ظنّوا بشكلٍ مثيرٍ للدَّهشة أنَّ الربَّ كان شَخصاً عادياً ويُمكننا ارتكاب ذات الخطأ أيضاً إذا لم نكن مرتبطين روحياً معه، من خلالِ كلمته - التي تُعَدُّ إحدى الوسائل التي يَكشف لنا عن نفسِه – سنعتبرُ ذلكَ شيئًا عاطفياً فقط. ومن المُمكن " أن تمنحنا التّعزية في أوقات الشِّدة. لذلك كُن يقظاً لأنَّ الكتاب المقدَّس يؤكّد لنا أنَّ الله سيُساعدنا في كلِّ صعوباتنا.(مزمور1:46)


بمجرَّد أن أدركوا أنّه يسوع، اختفى الربُّ عن أنظارِهم. صلِّ، لن يُغيِّر يسوعُ الطريقة التي يَظهر بها لنا. فهو يتحدَّث إلى قلوبِنا، التي تلتهب بنارِ حضورهِ، ومن ثمَّ يجب علينا أن نتصرَّف بإيمان. لا تسعى لرؤية الربِّ أو الملاك، أو حتى إلى بعضِ الظّهورات الجسدية. الطريقة الصَّحيحة للتصرُّف هي القيادة بالرُّوح القدس الذي يُرشدنا إلى كلِّ الحقّ – كلمة الله (يوحنا 16: 13).


الطريقة التي يتحدَّث بها العليّ هي السَّعادة التي تغمرُ قلوبنا، مثل ما حدث للتلميذين الذين قالا أنَّ قلوبهم كانت ملتهبة بملءِ الرُّوح. هناك أوقاتٌ تكون فيها حالة هيجانٍ كبيرةٍ، يسبِّبها الله لدرجة نعتقدُ فيها أنّنا لن نكون قادرين على مقاومة الكثير من الفرحِ. في مثل هذه الأوقاتِ، شيءٌ ما بداخلنا يمنحنا الفهمَ أنَّ الآبَ يتحدَّث إلينا، حتى لو لم تكن لدينا تجربة مثل هذه من قبل.

ذهبوا على الفور، بحثاً عن الرُّسل الآخرين وأخبروهم بِما حدثَ. لقد كان الخبر الأكثر روعة هوَ أنَّ المخلِّص قد قام من الاموات كما وعدَ. وبالتالي، تحقّقت جميعُ الوعود الإلهية، وهُزم الشَّيطان إلى الأبد وقد أصبحوا سكانَ ملكوت الله.

ورغمَ ذلك، حتى بعد التَّحدّث بمسحةٍ من الرُّوح القدس، فإنَّ رفاقهم لم يمنحوهم الفضلَ. تأكّد دائماً أنَّ أذانك مفتوحة، لأنَّ الربّ قد يَستخدم شخصاً ما ليُخبرنا رسالته، وإذا لم نؤمن، لن نتمكَّن من اِمتلاك ما أعلِن لنا. ليس من الضّروري أن نعزو الفضلَ إلى كلّ ثرثرةٍ تأتي إلينا، لكنَّ رسول الله الحقيقي ينقلُ الكلمات الإلهيّة.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز