رسالة اليوم

02/11/2019 - الاِنتصارُ مَضمونٌ

-

-

"وَدَعَا آسَا الرَّبَّ إِلهَهُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا وَبِاسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هذَا الْجَيْشِ. أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْتَ إِلهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ»." (2 أخبار الأيام 11:14)

 

لقد كانَ إيمانُ الملك آسا بالقدير إيماناً ذكيَّاً، ففي الواقع كان الربُّ بالنسبةِ له إلهاً. لذلك يُخطئ أولئك الذين ليسَ لهم صلة بالقدير لأنَّهم متى احتاجوا معونته لن يقدروا أنْ يحصلوا عليها. بالطَّبع ما من أحدٍ كاملٍ لكنَّنا كلَّما اِقتربنا من الكمال كلَّما أصبحنا أناساً أفضلَ. لذلك يتحلَّى بالثِّقة كلُّ من يدعو الربِّ بدلاً من إخبار الجميع عن مقدارِ معاناته، ونتيجة لهذا ينتصرُ في المعاركِ دوماً.

 

قبلَ أنْ يتمَّ وصف المعركة في الآيةِ المذكورة أعلاه، أظهرَ آسا نقاطَ ضعفٍ في إيمانهِ، لكنَّه فيما مضى فعل المستقيم في عينيِّ الربِّ، وبالتَّالي شهدت أرضه السَّلام والاِزدهار. ومعَ ذلك توجَّه مباشرةً نحو التَّجربة وهيَّأ لليوم الذي فيه سيُنزَع السَّلام ويظهر العدوُّ، وقد حصلَ ما توقَّعه. وبالنِّهاية ربحَ تلك المعركة لأنَّه دعا القدير وصلَّى إليه.

 

فإنَّك لن تؤمنَ بضرورةِ طلبِ المعونة قدَّام مقاومات الأشرار ما لم يكن الربُّ إلهكَ. فمنِ المحتمل أنَّ الصعاب التي تعترضُ حياةَ الكثيرين من أعضاء جسدِ المسيح قد أتت جرَّاء أفعالٍ بسيطةٍ مثل كلامٍ سخيفٍ أو بعض الأفعال غير الحكيمةِ. لكنَّ آسا عندما وجدَ نفسه في خطرٍ دعا الربَّ ولم يكن الأمر باطلاً، لأنَّه صرخَ قائلاً كلامٍ مستندٍ على كلمةِ الله.

 

ونفهمُ من ذلك التَّصريح الذي يبيِّن الحاجة إلى معونةِ الربِّ أنَّه ليس بالضَّرورة أن تكون قوَّة الإنسان كبيرة أو معدومة، بل ما يهمُّ حقاً هو فهم ما يقولهُ القديرُ. فهو عجيبٌ جداً، فحتَّى في ساعةِ المعركة ولحظةِ الاِنقسام يُرينا ما فعلناه أو ما فشلنا في فعله للعدوِّ ليأتي بغضبه على حياتِنا. لذا من الأفضلِ أنْ تعرفَ خطأك وتطلبَ من الربِّ الغفران، وأيضاً معونته.

 

هذا وأعلنَ الملكُ ثقته بالربِّ من خلال صلاته بالرّوح القدس، فالصَّلاة الكاملة هي تلك التي نرفعُها بإرشادِ الرّوح القدس، فهي ليست صعبةً لكنْ يجب أن تتمَّ من كلِّ القلب. وبشأنِنا عندما نصلِّي، يجب أن نجرِّد أنفسنا من أفكارنا الشَّخصية وعند شعورنا بإقترافِ خطأ ما علينا أنْ نطلبَ غفران الله على الفور، وأن نتبعَ دائماً الإرشادات التي يمنحها الله لقلوبنا.

 

لقد أعلنَ آسا عن قدرته للقيام على ذاك الجمهور الكثير باسم الربِّ، وهكذا لم يخسر الحربَ! فمنْ ذا الذي ينهزمُ محارِباً باسمِ الربِّ بإيمانٍ؟ لذلك يقودُ العدوَّ إلى اليأسِ كلُّ من اِتَّخذ من القدير إلهاً له، فسوف يضطره الأمر لمواجهةِ كلِّي القدرة ومن لن يُهزَم أبداً.

 

فما مِن إنسانٍ أو مرضٍ أو شيطانٍ أو أيّ قوَّة شيطانيَّة قادرة على غلبِ إلهنا. لذلك حارِب باسم الربِّ، وسيكون انتصارُك مضموناً!

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز