رسالة اليوم

01/11/2019 - يَجلِبُ الاِتِّكالُ الفَرحَ

-

-

"أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا." (المزمور 20:33-21)

 

 

يكمنُ سرُّ إحرازُ الاِنتصار في الاِتِّكال على الربِّ بكلِّ قلوبنا. فمنَ المحتمل ألَّا يكون تركيزُ ذهننا على الإيمانِ بما يقوله الربُّ وفي أعماقنا لا نؤمن، وبالتالي سيكون كلُّ شيء باطلاً. فإنَّ الذي يتَّكل على القدير بكلِّ قلبه يحظى به بمثابةِ معينٍ وتُرسٍ له، والدليل على مسكه بزمامِ أمور حياتك هو قلبكُ الفَرِح.

 

لا يوجد اِتِّكال على الله بدون الإيمان باسمِ يسوع، فهذه هي الطريقة التي تجعلنا منتصرين. ذلك أنَّه ليس من الممكنِ أنْ ينجحَ أحدهم بدون الإيمان بما يقوله القدير، لأنَّ الاتِّكال على القدير يعني عدم الشكِّ في كلامه. لذلك يخدعُ نفسهُ كلُّ من كان ناجحاً ومزدهراً في أيِّ ناحيةٍ من حياته واعتقد أنَّ سبب ذلك وراء تفرُّده الشخصي ولن يهزمه الأعداء. حسناً، لا يوجد ضمانُ حصانةٍ ضدَّ هجمات الشَّر سوى لأولئك الذين يتَّكلون على القدير.

 

لكنْ يجب أن ينبعَ الاتِّكال على الربِّ من قلبنا لأنَّه على الرَّغم من صحةِ توجيهِ عقلنا وغايته في الإيمان بما يقوله الله، لكنَّ الإيمان الذي يجعل العدالة الإلهيَّة تعمل حقاً هو الإيمان الذي ينبع من القلبِ. فالإيمانُ العقليُّ جيدٌ عندما تتعلَّق الأمور بهذه الحياة لكنه محدود لأنَّه متى أتت المحنُ من القوى الشيطانيَّة يصبح الوضع معقداً وبالتالي وحده الإيمانُ الحقيقيُّ يجد الحلَّ للمشكلة.

 

في بعضِ الأحيان، لا تكون أكبر المصائب عبارة عن ألمٍ ومرضٍ وتهديدٍ، بل اليأس الذي بشأنه يأخذُ حيزاً في حياتنا. فإنَّ ما يأتي كأسوأ قضيةَ سيناريو من المحتمل أن يكونَ في الواقع خدعةً من العدوِّ قصدَ بها إبعادنا عن محضر الله. لذلك نحن بحاجةٍ في كلِّ حينٍ للسَّيطرة على أنفسنا، وبهذه الطريقة سيكون الربُّ معيناً لنا وترسنا، ذلك أنَّ الأوقات الحرجة التي نتعرَّض لها هي التي تثبت إنْ كان إيماننا حقيقيَّاً أم تصديقاً عقليَّاً فقط.

 

كيف تعرف إنْ كان اللهُ ممسكاً بزمامِ أمور حياتك؟ لاحظ وضعَ قلبك متى واجهت المصاعب. فإذا فرح قلبك بالربِّ، بغضِّ النظر عمَّا إذا كانت الأمور تجري جيِّداً أم لا، فهذا يعني أنَّ روح الله يقودك. لكن إنْ سمحتَ لليأسِ بالتَّسلُّل إلى داخلك في أدنى درجات المقاومة، فهذا يبيِّن أنَّك لم تتخذ من "السَّيد" رباً لك. لأنَّ السَّلام الذي لدينا في يسوع يُعطينا الأمان الكامل.

 

حيثُ إنَّ الذي لا يتَّكل على اسم يسوع لا ينجح قط في حياته الروحيَّة. ذلك أنَّه قد أُعطيَ لنا ذاك "الاسم" لنتصرَّف كما لو كان الربُّ نفسه في مكاننا، وبه ندخل إلى المحضر الإلهي كلَّما أردنا، مُنتهرين هجمات الظلمة ومُحبطين كلَّ الشرور. هذا وكلُّ الأمور التي نملكها في هذا "الاسم" هي تحتَ تصرُّفنا.

 

وبشأننا عندما نتصرَّف باسم يسوع نستطيع أنْ نغلبَ الشياطين والأمراض والشرور الأخرى، مثل المسيح بذاتهِ. فقد أصبح بركةً حقيقيَّة للآخرين جميع أولئك الذين فهموا اسمَ الربِّ واستخدموه. لذلك لا يتوقَّع الله منَّا أن نخزيه، لذا لنفرِّح قلبه بإيماننا وطاعتنا.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز