رسالة اليوم

29/10/2019 - يَنصُركَ الاتِّكالُ

-

-

-

 

"الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ." (المزمور 7:28)

 

 

ثمَّة أمور عديدة يفتقدها الكثيرون بشأنِ معرفةِ رأي كلمة الله حولَ موضوعٍ معيَّن، لكنَّ داود أدركَ أنَّ الله قوَّته وترسه، وبالتَّالي انتصرَ لأنَّه اتَّكل على القديرِ. وبغضِّ النَّظر عن قوى العدوِّ والأعداء التي تعرَّض لها لكنَّه كان سعيداً وحامداً للقدير بأُغنياتهِ الخاصَّة. لذلك ستَّتكل على اللهِ عندما تُدرك أنَّه قوَّتك وتُرسك.

 

حيثُ إنَّنا لن ننتصر في صِعابنا عندما نكونُ جاهلينَ لحقيقةِ ما تقوله الكلمة المقدَّسة. وأولئك الذين يَجهلون ما يصرِّحهُ الكتاب المقدَّس بشأنِ اِمتيازاتهم التي في المسيح ينقصهم الكثير. فلا يعلمُ الذينَ يكفُّون عن المطالبةِ بما ينتمي إليهم الخطوة التَّالية التي يجب اتِّخاذها عندما تأتي التجارب. والأسوأ من ذلك، يقبلُ هذا النَّوع من الناس إرشاداً من غيرِ الله في الأوقاتِ الحرجة.

 

قد يبدو لكَ الأمرُ بسيطاً، لكنَّك إنْ لم تُدرك أنَّ الله قوَّتك وترسك فسوف تخسر الكثير. ذلك أنَّ الربَّ مهوبٌ وجالسٌ في الأعالي وهو أيضاً حِصنُنا. إذاً، اِنتبه، فالربُّ لا يقوِّينا فقط لكنَّه القوَّة بحدِّ ذاتها. لذلك كيف لنا أنْ نقولَ: "لن ننتصر"، طالما أنَّه حيٌّ فينا لينصُرنا على عدِّونا؟

 

وبالإضافة لكونهِ قوَّتنا، هو تُرسنا. فإذا كنتَ تفهم هذا الأمر وتؤمن بِما كُرِز لك، واثقاً بأنَّه لن يصيبك سهمٌ مصدره الجحيم، فسوف تعيشُ حياةً هادئةً ومطمئنةً. لهذا السبب قال داود: "يسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ." (المزمور 7:91). إذاً، يجب أن يتمَّ قبول كلمة اللهِ كما كُتِبت بالضَّبط.

 

يعلن داود عن سرٍّ كبيرٍ: لقد انتصر لأنَّه اتَّكل على الربِّ. لكن إنْ لم تؤمن بأنَّ الربَّ يتكلَّم من خلال الكرازةِ والقراءةِ في الإنجيل والتَّأمل بما يسترعي انتباهك أثناء القراءة في الكتاب المقدَّس، فلن تقدر أنْ تؤمن بتلك الحقيقة. هذا وإنَّ وضعَ ثقتنا بالربِّ لا يتطلَّب جهداً كبيراً، لكن ببساطةٍ علينا أن نكفَّ عن تصديقِ تهديداتِ الشرير ونبدأ بالوثوق بما يقوله الآبُ لقلوبنا.

 

لم تعنِ قوى العدوِّ لداود شيئاً، فقد كان مسروراً دائماً حتَّى في وسط الصِعاب والصِّراع (المزمور 92:119). فالقلبُ الذي يؤمن لا يفقد الفرح الموضوع فيه من خلال إعلاناتِ كلمة الله. لذلك سبَّح داود الله في الجماعةِ العظيمة بأغنيته الخاصَّة، لا لأحدٍ آخر.

 

اتَّكل على الربِّ واثقاً أنَّه قوَّتك وترسك أيضاً. وهذا ما يجب أنْ تطلبه، الأمرُ الذي سينتج الإيمان الحقيقي الذي يحرِّك القوَّة الإلهيَّة. وبشأنهِ عندما يرشدك الله سيفرح قلبك وستنتصر متى أدركتَ أهميَّتك في المسيح وما يمكنك فعله بواسطة الربِّ.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز