رسالة اليوم

28/10/2019 - مَكانةٌ مَضمونَةٌ

-

-

 

"لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا." (المزمور 2:46-3)

 

 

في الآيةِ الأولى من المزمور 40، يُخبرنا داود بأنَّ اللهَ مالَ إليهِ وسمعَ صراخَه. لكن ليس بالضَّرورة أن نطيلَ الاِنتظار اليوم، ويجب ألَّا نخاف مهما حدث. هذا وحتَّى لو قدمَ تسونامي وزحزحَ الجبال فلن يُصيبنا لأنَّ الربَّ أعطانا كلَّ ما يخصُّ الحياة والتَّقوى. لذلك هو الوقتُ المناسب لاتِّخاذ قرار المضي قُدماً بلا خوفٍ مَّما ينتظرنا!

 

يُمثِّل داود حالَ الإنسانِ قبل مجيء يسوع، فقد صرخَ الناسُ لسنينٍ طويلةٍ طالبينَ النَّجاة لكن في النِّهاية لم يحصل شيء لصالِحهم. بعدئذٍ، في يومٍ ما، نقضَ ابنُ الله الحاجز الذي لطالما فصلنا عن الآبِ، جاعلاً إيَّانا من شعب الله ومن خلال العمل الذي أتممه في الجلجثة تمَّ قبولِنا كأولادِ العليِّ. والآن لن يبعدنا شيءٌ عن هذه المكانة الساميَّة.

 

لقد استمتعَ القدير إلينا، لذلك ليس بالضَّرورة أن ننتظرَ اِنتهاء العملِ لأنَّه قد تمَّ مسبقاً. في الحقيقةِ لقد تمَّ اِنهاء كلَّ ما تطلَّب لتحريرنا من فخاخِ الشّرير وشفائنا من الأمراض ومغفرة خطايانا. فعلى كلٍّ منَّا ألا يقبل اليأس والتَّجربة وكل عملٍ شريرٍ آخر لأنَّنا في المسيح قد تحرَّرنا إلى الأبد من كلِّ شرٍّ.

 

فلماذا نخشى مَّما هو عتيدٌ أن يصيبَ البشريَّة؟ متذكِّرين أنَّ مكانتنا في يسوع تفوقُ كلَّ أنواع اليأسِ، لذلك لا يثق الخائفون بالقديرِ. من جهةٍ أخرى، أولئكَ الذين يثقون بالله حقاً لن ينساقوا وراءَ التشاؤمِ ولا حتَّى وراءَ أكاذيبِ العدوِّ، لكنَّهم سيقِفون بإيمانٍ وعزمٍ آمرين الرّياح والبحر بالسَّكينة. فالعالم يحتاجُ إلى شخص مثل هذا.

 

يريدنا اللهُ أن نكونَ مثل إيليا الذي تحدَّى 850 نبياً للبعلِ والصّور الخشبيَّة بلا خوفٍ أو يأسٍ أو تساؤلٍ حول ما سيحدث إن لم يُجِبه الربُّ أو ما لم تنزل نارٌ من السَّماء. كلا! لقد واثقاً تماماً بأنَّ إلهه لن يُخزيه، ونتيجةٍ لذلك علِمتْ كلُّ أمَّة إسرائيل بأنَّ القدير أحبَّه (1 ملوك 18). لذلك لدى جِلينا الحق في معرفةِ هذا الحبُّ نفسه!

 

يا أولادَ الله، اُصحوا! فقد أعُطي لنا كلَّ ما يخصُّ الحياة والتَّقوى. فالأمر يتعلَّق بوضع ثقتك بالقدير أو عدمِ وضعها: لذلك من يؤمن يرى مجدَ اللهِ (يوحنا 40:11)، ومن لا يؤمن يُدان. وأنتَ، من أيِّ نوعٍ ستكون؟ فليس من الجيِّد إحباط مخطَّطات اللهِ.

 

إنَّه الوقت المناسب للمضي قُدماً واتِّخاذ مكانتنا، لذلك علينا ألَّا نخاف وألَّا نَرتعد. حيثُ سيطلبُ الناسُ الربَّ الإله عندما يرون فينا بركاته الرَّائعة. لذلك، يجب أن ننجحَ وإلَّا سيكونُ اختبارنا للربِّ باطلاً. وبشأنهِ يرغبُ القدير أنْ تكونَ ناجحاً في كلِّ حين.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز