رسالة اليوم

24/10/2019 - السَّببُ وراءَ تجربةِ يسوعَ

-

-

 

"لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ." (العبرانيين 18:2)

 

 

لا يُمكننا إدراك مقدارِ محبَّة الله لنا ولا أن نصِفَ جوهرها، لكن بذلَ الإلهُ ابنَه في سبيلِ إنقاذنا من الموتِ. فيسوعَ وحده قادرٌ على أن يعينَ المُجرَّبين، لأنَّه جُرِّبَ في كلِّ شيءٍ ليُعيننا ويخلِّصنا، لذلك لا تستسلمَ لأيِّ تجربة ولا تيأس عندما تُجرَّب، واِحذرْ فمتى تعرَّضت للتّجربة سيستخدم الشيطانُ خطَّته الثانية: أي سيحاول إقناعك بأنَّك عديم الأهميَّة بسبب خضوعك لإحدى تجاربهِ.

 

إنَّ ما فعله الربُّ الإله لخلاصِنا وَمنعِنا من السُّقوط في الخطيَّة يفوق المنطق البشري. في الحقيقةِ يخبِرنا الإنجيلُ إنَّ اللهَ أحبَّ العالم بطريقةٍ فريدةٍ من نوعها، وبعد ذلك، عندما نعي نوع التّجربة التي نتعرَّض سندرك أنَّ الآب جعلَ الابن يُجرَّب في كلِّ شيء، مجروحاً من أجلِ معاصينا وآثامنا ليعينَ المُجرَّبين في الوقتِ المناسب (إشعياء 53).

 

هذا وكان سبب العمل العظيم الذي عمله يسوع منْ أجلِ خلاصِنا من الموت الأبدي، لكنَّه لو توقَّف عن مساعدتِنا آنذاك لسقطنا مع مرورِ الأيام متى أتت التّجربة ولكان خلاصنا باطلاً. لكن يعلنُ لنا الله عن تزويدنا بالحلول التي نحتاجها حينما يُجرِّبنا العدوُّ: فقد جعل يسوع يعاني في جسده آلامنا، وهكذا عرف يسوعُ ما يجب فعله كل نخلصَ من كلِّ التجارب.

 

وحده يسوعُ قادرٌ على أن يعينَنا في لحظاتِ ضعفنا لئلَّا نسقط أثناء التّجربة، وطالما أنَّنا نعيش في هذا العالم فسنكون عرضةً للتَّجارب دائماً. وبالنَّظر إلى أنَّ إبليس لن يتوب أبداً فلن يغيِّر أهدافه الشريرة في التجريب كي يقودَ الناس بعيداً عن محضر الله. في الحقيقةِ يستخدمُ خصمُنا كلَّ الوسائل الممكنة محاولاً أن يفصلنا عن الله؛ لكن يقدر يسوع أن ينجِّينا بمجرَّد أن نصرخَ له.

 

لذلك، انتبه! لا تقبل عروض إبليس المباشرة وغير المباشرة والتي يصعبُ علينا فهمها بسهولةٍ. فما يهمُّ حقاً هو أن نكون بشركةٍ مع كلمة الله وهكذا عندما يباغتك أمرٌ غريبٌ فمن المتوقَّع أن تقوم بالمقارنة فوراً بين وجهةِ نظر الكتاب المقدَّس وذاك الأمر. فإنْ أدانَ الكتابُ المقدَّس ذاك الأمر فأفضل ما يمكنك القيام به هو رفضه، لأنَّنا إنْ استسلمنا للتّجربة سنضعُ أنفسَنا تحتَ سيطرةِ إبليس.

 

كيف بإمكانِ يسوع أنْ يُعيننا؟ من خلال تجنُّبِنا للعروض غير الأخلاقيَّة الآتية من عدوِّنا. وكلُّ ما تحتاج هو أن ترفعَ صلاةً بإيمانٍ كي يُدمَّر ذاك الفخ، فاعلاً هذا الأمر بكلِّ قلبك. حيثُ لا يوجد سبب يجعلنا نقبلُ بالتّجربةِ واليأسِ متى جُرِّبنا، لأنَّ أولئك الذين يُعرَض عليهم صحن من العدس ويرفضونه، فمن المؤكَّد أنَّهم سيخرجون من تلك المحنة أقوى روحيَّاً من ذي قبل.

 

لن يفشل إبليس في إغوائنا أبداً، فعندما أمرَه يسوع أن يذهبَ بعيداً، يخبِرنا الإنجيلُ إنَّ الآخر فارقه إلى حينٍ (لوقا 13:4). وبالرَّغم من أنَّك لم تسقط رافضاً كلَّ عروضه النَّجسة، فيجب ألَّا تنسَ بأنَّه سيفعل كلَّ ما أمكن لتصدِّق أنَّه بإمكانك أن تلقي بالَّلوم على أحدهم إذا جُرِّب. مرةً أخرى، لا تجعلنا التّجربة بحدِّ ذاتها مذنبين بل السقوط في الخطيَّة. لذلك يجب أن تحذر رافضاً كلَّ عروض المخادع. واثبتْ في الكلمة وقاومْ إبليسَ فيهرب منكَ، فهذا وعدٌ كتابيٌّ (يعقوب 7:4).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز