رسالة اليوم

23/10/2019 - ويلٌ لِمن يمسُّ مسيحَ الربِّ!

-

-

 

 

"لأَنَّ الرَّبَّ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ، وَيَسْلُبُ سَالِبِي أَنْفُسِهِمْ." (الأمثال 23:22)

 

 

ليس بالأمرِ الجيِّد أنْ يمسَّ أحدُهم مسيحَ الربِّ (المزمور 15:105 ، 1 صموئيل 6:24-7). فالويلُ لأولئك الذين يتجرَّأون على مسِّ كلِّ من نال المسحة الإلهيَّة حتَّى ولو كان ذاك الشخص محتقراً في نظرِ الآخرين. هذا وإنَّ الله (المحامي عنَّا) لا يتَّخذ موقفاً مخالفاً لكلمته حتى لو بدا مهمَّاً بالنسبةِ لك. فهو المحارب الشُّجاع والجبار في القتال، وبمجردِ اندلاع الحرب لن يتمَّ عقد أيِّ هدنةٍ.

 

فإنَّ جهل شروط العهد المصرَّح من الربِّ مع أولاده هو خطأٌ فادحٌ يرتكبه أناسٌ كثيرون. لقد كان الفلسطينيُّون يحفرون قبر جليات في الواقع عندما لعن داود بآلهته (1 صموئيل 43:17)، لأنَّه في هذه الحال جعل القوَّة الإلهيَّة تعمل ضدَّه بجهلٍ منه. ذلك أنَّ داود كان عالماً بشأنِ الوعد الذي أعطاه القدير لإبراهيمَ ونسله، فضحك وصرخ قائلاً إنَّ في هذا اليوم يحبسهُ الربُّ في يدهِ (الآية 46).

 

إذاً، لا يسيرُ المؤمنُ بلا حمايةٍ. وبسببِ جهلِنا لبعضِ الأمور يبدو أنَّ ثمَّة أناسٍ لا يخافون الله يتفوَّقون علينا، لكنَّها مسألة وقتٍ، فعاجلاً ستنتهي الفرص المتاحة لهم وسيروا مقدار محبَّة الربِّ ودفاعه عن المتَّكلين عليه. فيحفظ الربُّ أتقياءهُ دائماً (المزمور 121).

 

ولكي نحظى بتلكَ الحماية، علينا أن نتذكَّر أنَّ الربَّ لن يعمل خلافاً لما دُوِّن في كلمته ومع ذلك، نظنُّ أنَّه سيتَّخذ موقفاً عكس ما يقوله الإنجيل. والآن يحترمُ العليُّ طرقه دوماً وينتظر منَّا أن نفعل كذلك الأمر. علاوةً على ذلك، هو عادلٌ دائماً حتَّى مع الأشرار، لكنَّنا متى أوقدنا غضبه سيبدأ بالتصرُّف وبالتالي لن يوقفه أيُّ أحد وأيُّ شيءٍ. لذلك، يجب أن تكونَ يداك طاهرتين وثيابكَ بيضاء (الجامعة 8:9).

 

ويلٌ لأولئكَ الذينَ ينوون على إيذاءِ رجل الله المؤمن، حتَّى لو بدا الأمرُ غير هامٍّ. لأنَّ الربَّ يقطعُ كلَّ من يمسُّ أنبيائه ويسيئُ معاملة مسحائِه! وسيرى كلُّ الذين يفعلون ذلك بأنَّهم ارتكبوا أخطاءً فادحةً. لقد اِنتقم الربُّ لشعبه قبيلَ خروجهم من مصر ورأى فرعون مقدار الضَّرر الذي يمكن أنْ يلحقه غضبُ الله بأولئك الذين يسيؤون لشعبهِ المُختار.

 

لا تخَف من طاعةِ الربِّ! وثقْ بأنَّك لن تتعرَّض للأذى، بالتأكيدِ لا أذى عندما تصغي إلى كلمتهِ. لربَّما قامَ إبليس بتهديدك ثمَّ يصغي الكثيرون له، لكنَّهم لو علموا كم سيعانوا في يدِ العدوِّ لما عصوا الجبار الذي يخرجُ كرجلِ حروبٍ، مهما كان تهديدهم بسيطاً (إشعياء 13:42).

 

أرجو أنْ تلاحظَ أنَّ الله بطيءُ الغضبِ (ناحوم 3:1) لكن لا يمكن إيقافه في حال اتِّقاد غضبه. وعندَ بدءِ الربُّ بالعمل لن يمنح أعداءه هدنة، لكن يمنح النَّصر الكامل لأتقيائهِ. فعندَ قيامهِ بعملٍ ما لن يعيقه أيُّ أمرٍ حتَّى إذا اِنعدمت الموارد، بالنَّظر إلى أنَّها غير محدودةٍ. لذلك عندما تعي امتيازاتك وحقوقك من خلال التصرُّف فيها فسوف يعمل الربُّ لصالحك إلى أن تنال الاِنتصار الكامل. إذاً خُضْ الحرب!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز