رسالة اليوم

22/10/2019 - سيادةُ اللهِ

-

-

 

"فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ." (أعمال الرسل 7:1)

 

 

عليك ألَّا تُبدِ الرَّغبة في كشفِ خفايا الله، فهو يُزوِّدنا فقط بالإعلانات الموجودة في الكتابِ المقدَّس، فبعدَ مجيء المسيح سيُعرِّفنا بكلِّ شيءٍ في الأبديَّة. حيث إنَّ الربَّ كلِّي المعرفة ويملك خطَّة فريدةً لم تُعلن للابنِ حتَّى، أي يسوع (مرقس 32:13). لقد ظهرت معتقدات دينيَّة متنوِّعة عندما قرَّر أحدهم أو مجموعة من الناسِ كشف الأمور غير المُعلنة في الكتابِ المقدَّس.

 

في سفرِ أعمال الرُّسل والأصحاح 1 والآية 7، يقول الربُّ بشكلٍ صريحٍ إنَّ الأمور المخفيَّة هي من شأنهِ فقط. والآن مع وضعِ ذاك الإعلان في الاعتبار نرى أنَّه من الخطأ الفادح أن يعتبرَ أحدهم نفسه موهوباً بقوَّة خارقةٍ؛ حتَّى لو كرَّس حياته للصَّلاة والصَّوم محاولاً كشف خفايا الله. في الحقيقةِ عندما يتأمَّل شخصٌ ما بفكرةِ نوال المعرفة فيدلُّ هذا على سقوطهِ في أكاذيبِ إبليس. فقد اِعتاد الفاسدون والذين يتبنُّون دعوة ليست لهم على الصَّلاة من أجل هذا الأمر، ولذلك يسقطون في الخطيَّة حالاً.

 

نقرأُ في 2 كورنثوس والأصحاح 12 والآيتين 2-4 أنَّه تمَّ نقل بولس إلى السماء الثالثة حيث عرش العليِّ من وجهة نظر اللاهوتيِّين. حيث عرفَ الرسولُ هناك أموراً ليس من شأنِ الإنسان أن يعرفها، وبسبب تلك الرؤيا التي لم يطلُبها مطلقاً أُعطيَتْ له شوكةً في الجسد لئلَّا يفتخر. لذلك فإنَّ تركيب عقلنا وجسدنا البشرييَّن لا يمكنهما اِستيعاب معرفةِ خفايا الأبديَّة، فلا تسأل الله أن يعلنَها لكَ!

 

يحاولُ الغرور البشري إغواء الناسِ دائماً على الشُّعور بالتميُّز على الآخرين، وبالرَّغم من تحذيرِ الآب السماوي لنا في أنَّنا مخوَّلون فقط لمعرفة الإعلانات المعطاة في الكتابِ المقدَّس إلا أنَّه يصرُّ بعض الناس على طلبِ المزيد بالصَّلاة والصَّوم. حسناً، ربَّما يظهر العدوُّ في يومٍ ما على هيئة إلهيَّة لكن عليكَ الحذر من السقوط لأنَّه من الممكن إنشاء تعاليمٍ خاطئةٍ جديدة. هذا وأولئك الذين يخالفون الكتاب المقدَّس يسقطون تحتَ سيطرة إبليس!

 

إنَّنا نعيش في عصرٍ يريدنا العليُّ أن نسيرَ فيه بالإيمان لا بالعيان (2 كورنثوس 7:5)، وكلُّ ما يخالف ذاك ليس من الربِّ. لذلك لن يزوَّد أحدهم، كائنٌ من كان، بإعلاناتٍ خارقةٍ بخصوص خفايا العليِّ، فهذا ضدَّ كلمته. وكلُّ الذين عاشوا في الأجيال الماضيَّة بدلاً من تزويدهم بعددٍ لا يُحصى من أمورٍ روحيَّة خفيةٍ قد تمَّ خداعهم من الشيطان وضلُّوا في النِّهاية.

 

إنَّ الربَّ عليمٌ وكونه إلهاً قديراً وقادراً على كلِّ شيءٍ، قام بإعداد خطَّة فريدة وبالتأكيد لم يُعلنها لابنهِ، خطة لخلاص البشر بمجيءِ يسوع. لذلك عندما يحاول أحدهم أن يجعلكَ تؤمن بأنَّه حصل على إعلانِ يوم أو شهر أو سنة المجيء الثاني للمخلِّص، فأرجو ألَّا تصغِ إليه لأنَّ ما يدعونه بالإعلان السماوي قادمٌ من إبليس مباشرةً في هذه الحالة.

 

وبسببِ تلك الرَّغبة الشيطانيَّة في الوصولِ إلى خفايا الله، يمتلئ العالم من العقائد الدينيَّة التي لا علاقةَ لها باللهِ. فقد تمَّ وسيتمُّ خداع المليارات من الناسِ من قبل أولئك الذين يدعونَ أنفسهم بـ: "المستنيرين"، لكن أين سيكونوا في الدينونة الأخيرة؟ من المؤكَّد لن يكونوا في السماواتِ!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز