رسالة اليوم

21/10/2019 - دّعْ الربَّ يَهديكَ

-

-

 

"قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ." (الأمثال 9:16)

 

 

إنَّ أفضلَ نقومُ به هو أنْ نجعلَ الربَّ يَهدي خَطواتنا، فلا يهمُّ إلى أين نتَّجه طالما أنَّ أبانا السماوي هو من يوجِّهنا، وبعدَ ذلك، كلُّ أعمال خالقنا صالحةٌ. لذلك إنْ قرَّر أنْ يأخذك إلى البحرِ على سبيل المثال، فعليك أنْ تعلم بأنَّه الطريق الأمثل لحياتِك لأنَّ إلهنا لا يخطئ ولا يتحيَّر أبداً. وأيضاً من الجيِّد أن نكونَ حكماءً ومطيعين لنرى إنْ كنَّا نسلك بلياقةٍ في أثناءِ مسيرنا الروحي أم لا، آخذين بعين الاعتبار أنَّ لدى الله معرفة الكون كلِّها.

 

فلا تشترك في أيَّة مخاطرةٍ في العمل ولا في أيَّة معركةٍ قبل أن يوجِّهك الربُّ إلى ذلك، لأنَّك تنتصر معه فقط. هذا وأنت تعلم أنَّه يقودك عندما تتَّخذ مواقفك اِستناداً إلى كلمته، والآن يجب أنْ تعلمَ أنَّك بدون الإعلان الإلهي سوف تُهزَم في حال اِشتراكك في عملٍ ما من تلقاء نفسك. فإنْ لم تكن متأكِّداً مَّما إذا كنت في الوضع الصحيح لتقديم طلبك أم لا، فلا تفعل ذلك وتذكَّر أنَّنا لا نقدر أنْ نفعل شيءٍ بدون الربِّ.

 

لذلك قبل اتِّخاذ أيَّة خطوةٍ، عليك أن تنظر إذا كانت مواقفك لائقةً أم لا. حيث يتحيَّر أولاد الله في أحيانٍ كثيرة ثمَّ يأتي العدوُّ بتجربةٍ فيسقطون فيها بسهولةٍ، فينتهي الأمر بهم فاقدين الحضور الإلهي وهذا هو سبب عدم نجاح مشاريعهم. فإنَّ بداية ونهاية أي عملٍ كان يجب أن تكون مؤيَّدة من الربِّ نفسه لا غيره، هذا وإنَّه لا يشارك في أيِّ عمل خاطئ.

 

من المحتملِ أنْ يقول لك الجميع أنَّك تسلك في الطريق الصحيح لكنَّك لا تشعر بالسَّلام في صميم قلبك شاعراً بالاضطراب، وإنْ وُجدت فيك رغبة شريرة وإنْ كنت لا تأخذ القرار الصحيح من وجهة نظر الربِّ، فعليك أن تتخلَّ عن قرارك حالاً. بدايةً، من الهامِّ أن تتَّفق مع الله لأنَّه لن يتواجد حيث حضور الشيطان. لكن عندما تكون مؤمناً وغيرَ ملامٍ فتأكَّد بأنَّ القدير سيكون معك!

 

ليس هناك نقيضٌ في كلام الربِّ ولا يمكن إيجاد الأخطاء في مخططاته، فهو كائنٌ كاملٌ وكلُّ طرقه كاملة (2 صموئيل 31:22) وأيضاً إرشاداته. لكن إنْ شعرت بأنَّه يجب عليك فعل شيءٍ تحرِّمه كلمة الله فعليك أن تتخلَّص منه في الحال. بإمكاني القول لك إنَّ الربَّ لن يستخدم شعبه ولا لمرةٍ واحدةٍ لفعلِ أمرٍ مخالفٍ لإرشاداته الموضوعة في الكتاب المقدَّس.

 

لا يهمُّ نوع الطريق الذي اِختاره الربُّ لك، بالنَّظر إلى أنَّه يعلم جيداً ما يفعله دائماً. فثمَّة بعض الناس يجب أن يعانوا في عمليَّة تعليمهم وإلا لما سلكوا في هذا الطريق، وبالنسبة للأشخاص الآخرين إذا جرت الأمور بسهولةٍ لانعطفوا بعيداً عن مسيرهم، وبالنِّهاية سيضلُّون. لكن يعلم الله ما يفعله دائماً.

 

في الحقيقةِ لا يرتكب الربُّ الأخطاء ولا يتحيَّر (المزمور 137:119). فقد اختارك لأنَّه يحبُّك (يوحنا 16:3)، إذاً تمِّم دعوتك بأمانةٍ وسترى في نهاية مسيرك بأنَّه قاد خطواتك. فيهدف الربُّ دائماً لإنجاحك ولاحقاً في الأبديَّة ستكون إلى جانبه.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز