رسالة اليوم

20/10/2019 - وصيَّتانِ

-

-

 

"فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»." (متى 27:14)

 

 

أولئكَ الذينَ يخدمونَ الله هم دائماً على توقُّع لتعلُّم دروسٍ جيِّدة. على سبيلِ المثال، أوصى يسوع تلاميذه أنْ يذهبوا إلى البحرِ وعندما واجهوا وقتاً صعباً هناك، علَّمهم بنفسه أهمَّ درسٍ على الإطلاق، مَّما يرينا أنَّ للربِّ دوماً دروسٍ جديدة لتعليمنا ستفيدنا لاحقاً. ثمَّة سرَّانِ: أولاً، أنْ نتشجَّع. وثانيَّاً، ألَّا نخاف. لذلك ليس أمامنا خياراً آخر لأنَّه سيكون كذبةً من إبليس. في الحقيقةِ يجب أنْ نحتفظَ بكلامِ القدير فقط.

 

هذا ويُعطي اللهُ في كلِّ حينٍ الإرشادات الصائبة لأولئك الذين يعبدونه بالحقِّ، لكن لا يعني هذا أنَّه ستكون حياتهم مرفَّهة دائماً لكن سيسمح العليُّ أن يتعرَّضوا من حينٍ لآخر لمصاعب مفيدة لهم لا محالة. فبعدما اعتمدَ الربُّ يسوع من يوحنا في نهرِ الأردن قاده الروح القدس إلى البرِّية ليُجرَّب من إبليس (متى 4)، فلا أحد يشعر بالراحة إذا جُرِّب لكنَّ التَّجربة ضروريَّة لنموِّنا الروحي.

 

ذلك أنَّ يسوع نفسه ألحَّ على تلاميذه أن يصعدوا إلى السفينةِ ويُبحروا إلى الجهةِ الأخرى من البحر. بالمناسبة، كان عالماً بأنَّهم سيواجهوا الريح المضادَّة أثناء عبورهم وستُدركَم مصاعب ملاحية، فمن المُمكن أنْ يحصلَ معنا الأمر ذاته لأنَّه جزء من تعليم الربِّ. حيث إنْ كانت الأمور لا تجري حسب توقُّعك فلا تيأس ولا ترهب لكن اِرجع إلى الربِّ وانتظر ما سيفعله.

 

حالما أنهى يسوعُ القيام بما اقترحه في البداية، أقبل لينجِّي تلاميذه. لذلك كان يجب عليهم أنْ يثقوا بأنَّه لن يتركهم لوحدهم، بعد ذلك، إذا سمح اللهُ أن يواجهَ الناس المشاكل فعلينا أن نتذكَّر أنَّه لن يبخل بإعطائهم الحلِّ. لقد ذهب يسوع للقائِهم بعدما صلَّى، لكن ظنَّ تلاميذه أنَّهم رأوا شبحاً. في بعضِ الأحيان تحدثُ بعض الأشياء في اتِّجاه معاكس وقد نقوم بين حينٍ وآخر بالمقارنة بين حضور سيِّدنا وبين سيناريو لا معنى له.

 

دعْ الربَّ يعلِّمك! عليك أنْ تصغِ دائماً لكلامِ الكتاب المقدَّس فهذه هي الطريقة لتجنُّب اِرتكاب الأخطاء، لذلك كلُّ الدروس التي يعلِّمنا الله إياها هي بمثابةِ كنوزٍ حقيقيَّة. وبشأنه، إنْ قام اللهُ بوضعنا في وسط ريحٍ مضادَّة فيجب أنْ نثقَ بأنَّه سيأتي بنفسهِ ليغيِّر اتِّجاهها، فلا تيأس وكنْ شجاعاً! وبخلافِ ذلك، سترى أشباحاً، كما حدث مع تلاميذ يسوع.

 

ولكي يطمئنَ أولئك الرجال، صرخ الربُّ معلناً عن سرَّي الاِنتصار: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا!»، فلن يخسر معركةً واحدةً كلُّ من يفعل كذلك. هذا وكلُّ شخص يثق بما يقوله الربُّ له لن يفقد إيمانه. فإنَّ الخائفين، بمعنى آخر، يعترفون بعدمِ ثقتهم بالواحد الذي لم يكذب مرةً واحدة، ألا وهو الآب.

 

لذلك، ارفض كلَّ خيارٍ يُقدَّم لك من أيِّ أحدٍ آخر، وانتظرْ تحقُّق الكلمة الإلهيَّة حتَّى لو سبَّب لك هذا الأمر نوعاً من القلقِ والأذى، متذكِّراً دوماً كلام الربِّ وهكذا عندما تنتهي العاصفة سترى أنَّ تلك الصعاب والعراقيل التي اعترضت طريقك كانت أفضلَ خيارٍ بالنسبة لك، آخذاً بعين الاعتبار أنَّك الآن أقوى وأكثر بركةٍ حتَّى.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز