رسالة اليوم

15/10/2019 - عندما يتَصرَّف اللهُ

-

-

 

"وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا." (2 أخبار الأيام 22:20)

 

 

لقد حلَّت المصيبةُ وما من طريقةٍ لحلِّها لكنَّ كون الملك يهوشافاط مؤهَّلاً لإصلاحها بإرشاد من الله بدأ يصلِّي، وبعد ذلك أرسل الله واحداً من أنبيائه لتوصيل رسالةٍ للملك. فقد تبدو اِستجابات الربِّ ضعيفة في نظرِ الناسِ العاديِّين، الجسديِّين، لكنَّها في الحقيقة ضعيفة بالنسبةِ للناسِ لكن ليس لله. ثمَّ أطاع الجميع أمر القدير للملك، الأمر الذي جعل العليُّ يجعل أكمنةً على أعدائهم.

 

قد يبدو من حينٍ لآخر أنَّنا وصلنا إلى طريقٍ مسدود، ومع ذلك هو يبدو كذلك فقط. فبإمكان المسوقين من الروح القدس أن يطلبوا الربَّ من خلال كلمته وهكذا سيروا باباً مفتوحاً أمامهم، فإنْ دخلوا منه وآمنوا حقاً في الرسالةِ التي وصلتهم، سيروا أنَّ الله قادهم إلى اتِّخاذ الطريق الصحيح، لذلك لا يجب أن تهرب من مصيبتك لكن أن تبحث عن الإرشاد الإلهي بدلاً من ذلك!

 

كان تصرُّف يهوشافاط صحيحاً: لقد اقترب من الربِّ، فقد أكدَّ يسوع: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ." (متى 8:7)، ومن المهمِّ معرفة أنَّ الجواب آتٍ من الله وهو ليس الجواب الذي نتوقَّعه لأنَّ الله لا يعطي مجده لآخر من أجل الأعجايب التي سيصنعها. لذلك، لا تحاول أن تقول له ما يجب فعله، وعندما تُحلُّ القضيَّة بالرَّغم من أنَّك قد لا تفهم ذلك، لكن أرجو ألا تجادله بل أن تفعل فقط ما عليك!

 

لقد أرسل اللهُ أحدَ أنبيائه لإعطاءِ أمره، حسناً، يملك الربُّ دوماً شخص يركع عند قدميه ليصغي له، شخصٌ سوف يوصل الرسالة الإلهيَّة، ولهذا السبب عليك ألَّا تحتقر خادماً لله. في بعضِ الأحيان لا يجيب أبونا السماوي نبيَّاً معروفاً لكنَّه يختار آيةً لم ينتبه لها أحد. فما ينبغي حسبانه هنا هو أنَّ كلَّ كلمةٍ تخرج من فم العليِّ لن تكون غير مفلحة، لكنَّها في الحقيقة تعمل بما أمرها الربُّ به (إشعياء 11:55).

 

كان من المحتمل أن يبدو أمرُ الربِّ لملك وشعبه غير هامٍّ للغاية في نظر الناس، إلا أنَّ الحقيقة كانت مختلفةً كليَّاً (الآيتان 16 و 17). حيث هل سيصدِّق الجنرال أنَّ الخطَّة العسكريَّة التي سيقف فيها جنوده أمام الأعداء مسبِّحين الربَّ بدلاً من المحاربة؟ أيُّها الأخ، عليك أن تؤمن وألَّا تشكَّ مطلقاً بما يقوله العليُّ لقلبك. فليس ما يهمُّ هنا الطريقة التي يشفي فيها الأعرج لكنَّه قد شفاه في الواقع.

 

لقد أطاع يهوشافاط وشعبه أوامر الربِّ ولهذا السبب خرجوا منتصرين، لكنَّهم إنْ لم ينفِّذوا الخطَّة الإلهيَّة لخسروا العديد من جنودهم وانهزموا. فكما فعل شعب الله في القديم، كذلك عليك أن تتبع إرشادات العليِّ وسيكون معك بالتَّأكيد. حيث أنَّ الله لا ينطق كلماته صدفةً، فهي صارمة وهادفة.

 

لقد كانت نتيجةَ طاعة يهوشافاط للربِّ أنَّ الله جعل أكمنةً على الخصوم لمفاجأتهم، وبالتالي اِنتهى الأمر بهم مقاتلين بعضهم البعض، وهذا ما سيصيب المصائب التي تأتي على حياتك. يكرمُ اللهُ كلامه، وهو أمينٌ! آمن بكلامه واتَّخذ موقفَ تلك الرسالة!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز