رسالة اليوم

12/10/2019 - لا تَهْتم لِحياتِكَ!

-

-

 

"وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:«مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ." (لوقا 22:12-23)

 

 

إنَّ الآيتَين المذكورَتين أعلاه هما وصيَّتان من يسوعِ لتلاميذهِ، فيجب أنْ نعلم أنَّه ثمَّة تعاليم منحها الربُّ لجميع الناس إلا أنَّ التعاليم الأخرى موجَّهة لأولئك الذين يعتبرونه سيِّدهم. فهذا هو سبب لمَ على الأشخاص الذين يتلقَّون تدريب التلمذة المسيحيَّة أن يتعلَّموا درسهم حالاً من خلال منحِهم الطاعةَ الكاملة للتَّعليمات الموجَّهة إليهم، وثمَّ سينالون رضا الله بالتأكيد. كذلك، إنْ ألقَوا تعاليمَ الربِّ جانباً فمن المؤكَّد أنَّهم لن يفهموا تنبيهاته التَّالية.

 

هذا وإنَّه درسٌ واضح: علينا ألا نهتمُّ لحياتنا.،لأنَّ الذين يهتمُّون بشؤونهم الدنيويَّة سينتهي بهم الأمر يواجهون أوضاعاً صحيَّة خطيرة، بالإضافةِ إلى مشاكلٍ أخرى. فالقلق هو سلاحٌ ماكنٌ جداً يستخدمه العدوُّ لإيذاء الناس، إلا أنَّ الذين يتَّكلون على العليِّ يمكنهم رؤية إمكانية التعلُّم لديهم. علاوةً على ذلك، يريدهم أبونا أن يؤمنوا بحقيقةِ الوهيَّته وقدرته على منحهم بركاتٍ كافيَّة.

 

لهذا السبب، يجب ألا تضيِّع وقتك وطاقتك بالقلقِ بشأن ما قد يصيبك لاحقاً، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الله يهتمُّ بأدقِّ تفاصيل حياة الذين يتَّكلون عليه. في الحقيقة، إنَّ خادم العليِّ الحقيقي لن يندم بسبب اتِّكاله على الآب السماوي.

 

حيث سيجد الذين يطيعون الله أنَّه أمينٌ في تسديد جميع احتياجاتهم بحسب غناه في المجدِ (فيلبي 19:4). ومع ذلك، سيدرك متأخراً أولئك الذين يشعرون بالقلقِ والتوترِ بأنَّه تمَّ خداعهم من الشيطان، والآن ينشأ كلُّ العصاة من إبليس نفسه. بالمناسبة، يعطي الرجال والنساء الذين يظنُّون أنفسهم حكماء الناس تعليماتٍ تبدو معقولة؛ لكنَّهم في الحقيقة سيدركون أنَّها نابعة من العدوِّ بدلاً منهم. لكنْ فقط الذين يخدمون العليَّ بإمكانهم أن يستقوا من "ينابيع الماء الحي".

 

حالما تعمَل بحسب كلام يسوع، بإمكانك أن تفرح بما صنعته يدُ الله القديرة في حياتك، مفتكراً بكلِّ البركات الأخرى التي أعدَّها لك. لكن انتبهْ! فليس عليك تنظيم حفلاتٍ بحسب المعايير الدنيويَّة ولا أن تشكِّل جزءاً من احتفالات لا تسرُّ الآب! بل أن تحتفل بطريقةٍ منصفة وجميلة ومثمرة للغاية من أجل تمجيد العليِّ. هذا وتتسبَّب الأعياد في السماء بإحساس كبير بالخير لروح الفرد، أعظم مما يمكن أن يتخيله المرء، بالنَّظر إلى أنَّها تضمُّ فرح الربِّ الذي هو قوَّتنا (نحميا 10:8).

 

اتَّخذ القرار الصائب بكونك تلميذ فعَّال لسيِّد الأسياد، وبالتالي ستراه يعمل بقوَّة لصالحك. لكنَّ الذين يحتقرون مشورة الربِّ سيذرفون أشد الدموع بسبب حماقتهم برفض الإرشاد الإلهي. وبلا شكٍّ، من الأفضل طاعة تعاليم يسوع، وبغض النظر عن كونها حقيقيَّة أنَّ كلمته روحٌ وحياةٌ (يوحنا 63:6).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز