رسالة اليوم

09/10/2019 - أعذارٌ غير مقنعةٍ؟ لن يقبَلَها اللهُ

-

-

 

" فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ»." (إرميا 6:1)

 

 

إنَّ الربَّ صبور جداً ومحبَّته أعظم لذلك لم يُهلكنا بغضبه، ويعود هذا بفضل حكمته فهو يفعل هذا الأمر بعد امتحانِنا ومعرفةِ ما في قلبنا بفضل عمل قوَّته فينا، لذلك سيتمُّ العمل الذي يريدنا أن نفعله. لكن سيسعى الشيطان دائماً لإقناعنا بأنَّنا غير مؤهَّلين للسَّير وفقاً للخطَّة الإلهيَّة.

 

إنَّ رفض دعوة العليِّ، بغضِّ النظر عن كونها سلوكاً عديم الحكمة نتَّخذه ضدَّ أنفسنا، سيبدو كما لو أنَّنا لا نؤمن بأنَّ الله أبونا حقاً وكما لو أنَّه لا يعرف ما هو لخير أولاده. فلن يعطينا الربُّ مشورةً مخالفة لأفضل خططه لحياتنا. وكونه يعلم كلَّ شيء بأدق تفاصيله فسيختار الله دوماً أفضل طريقٍ لنسلكه.

 

إنَّ الناس ماهرون بخلق الأعذار. فقد فكَّر إرميا باتِّخاذ سنه الصغير كعذرٍ، إلا أنَّ الربَّ لم يقبله كون ما وراء كلماته إلهام شيطانيّ. فكان العدوُّ مصرَّاً على ألا يسمح له بفعل أعمالٍ تصلح لملكوت الله بالنظر إلى أنَّه في حال نجاح إرميا كان ليسبِّب ضرراً كبيراً للخطط الشيطانيَّة، وبعد ذلك سينال المكافأة في النهاية. إذاً، تيقَّظ لأنَّ الشيطان سيحاول إبعادك عن الله.

 

في الحقيقة إنَّ الجحيم يعمل بطريقته الخاصَّة ليسترعي انتباه الناس إلى الوقائع لبعض الوقت، مثل التسبُّب في تفكير خاطئ على سبيل المثال، أنَّ أشكال جسمهم معيبة أكثر من غيرهم. ولهذا السبب تحديداً لا يعيش الكثيرون بسعادة ويعجزون عن القيام بشيء يمكن لذوي الوعي العالي احترامه لذاتهم. أولئك الذين يبغون النجاح في حياتهم عليهم أن يتعلَّموا الطاعة للربِّ وعدم الإصغاء لأكاذيب إبليس.

 

تتضمَّن الأعذار مما يلي: "لا أستطيع التحدُّث جيداً" ، "إنَّي مريض" ، "لم أنَل التعليم الكافي" ، "لم أعتَد على التواجد بين أناسٍ مشهورين لذلك لا أعرف كيف أخاطبهم" أو "أنا آتٍ من صفِّ العمل" ، "أنا من هذا وذاك المكان، لستُ وليد البلد" ، "لم ينخرط أسلافي في المجتمع"، وهكذا. وبالتالي ستسرق هذه الأعذار أو غيرها الكثير من الفرص لتتميم الخطَّة المُعدَّة لك على الأرض، الأمر الذي سيجلب لك سعادةً كبيرةً في الأبديَّة. فلا تصدِّق ما يقوله الأشرار لك! آمن فقط بكلام الربِّ لك!

 

على جميع أولاد الله أن يثبتوا ويتشجَّعوا بالإيمان. إلى جانبِ ذلك، يجب أن يكونوا مقتنعين فيما يوجِّهه العليُّ إليهم مثل هويَّتهم في المسيح، وأن يتذكَّروا أنَّهم أصحاب الغنى المُعلَن في الكتاب المقدَّس وبإمكانهم القيام بنفس الأعاجيب التي صنعها يسوع أثناء خدمته الأرضيَّة. الآن وأنت مدرك تماماً لتلك الحقيقة، يجب ألا تسمح لأيِّ جبن أو إحباط أو خوف أو أيِّ شعور قاهر آخر أن يأخذ حيِّزاً في حياتك.

 

لذلك علينا أن نواصل القيام بالعمل الذي ابتدأه المسيح، حيث أتى بملكوت الله إلى الناس وقبل أن يغادر الأرض إلى السماء من حيث جاء، أوصى تلاميذه أن يكرزوا بالإنجيل للعالم أجمع (مرقس 15:16). لذلك، لا تضع الأعذار أمام أمرِ الله لأنَّها غير مقنعة، وبالتالي لن يقلبها العليُّ!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د.ر .ر. سوارز