رسالة اليوم

08/10/2019 - بسَببِ أعْدَائي

-

-

 

"يَا رَبُّ، اهْدِنِي إِلَى بِرِّكَ بِسَبَبِ أَعْدَائِي. سَهِّلْ قُدَّامِي طَرِيقَكَ." (المزمور 8:5)

 

 

لقد رفعَ الملكُ داود الصلاة المذكورة أعلاه بحسب إرشادٍ إلهيٍّ، وبأمر من الروح القدس قام بتدوينها لتكون بمثابةِ مثالٍ على ما يجب أن يُعمَل، وبالتالي يُمكننا إيجاد الحلول لمشاكلنا. فلن يتفاوض العدوُّ على هدنةٍ، وكي نمنع رغباته القذرة فعلينا أن ننقاد ببرِّ الربِّ وثمَّ سيخلِّصنا من غضب العدوِّ العمل الذي قام به المسيح في الجلجثة.

 

يمنحُنا برُّ الله خلاصاً كاملاً بالنظر إلى أنَّ يسوع احتمل كلَّ عقابنا، وهو المسؤول عن تحقيق ذاك الخلاص من أجلنا. فلا يهمُّ الألم والتجربة اللذان تتعرَّض لهما في حياتك من قبل إبليس؛ لأنَّك متى أدركت أنَّ خلاصك سيتمُّ بواسطة العمل الذي قام به سيِّدنا لأجلك حينئذٍ ستَّتخذ مكانتك في المسيح، وبالتالي ستتخلَّص من كل هجمات مملكة الشيطان.

 

إنَّ أعداءَنا هم شياطينٌ تواصل قول أنَّنا لن ننجو من تهديدها، محاولةً أن تجرِّبنا بأشنع الخطايا وحتى ولو قاومنا هجماتها فسيبدو الأمر بأنَّها ستواصل محاولةَ خداعنا في جعلنا لا نفكِّر سوى بحقيقة تجربتنا التي تدلُّ على سقوطنا. على سبيلِ المثالِ، لقد جُرِّبَ الربُّ يسوع في كلِّ شيءٍ لكنَّه لم يخطئ أبداً (العبرانيين 15:4). في الحقيقة يحتاج المؤمن أن يعرف امتيازاته التي في المسيح وهكذا لن يخدعه إبليس ولن ينطفئ إيمانه.

 

لم يقُل سفراءُ الجحيم كلمةً صحيحة، لذلك أنَّ سرَّ عدم السَّماح للشيطان بِملئ ذهنَك بالأكاذيب يكمُن في ثباتك بكلمة الله، وبهذه الطريقة ستستعيد الإيمان وستقدر على السَّير حراً. ذلك أنَّه لا يأتي من الشيطان سوى الهراء، وكلُّ أعماله خداع محض. لذلك لا يجب أن تصغي إليه.

 

تذكَّر كلَّ معاناةِ يسوع: فقد حمل كلَّ أمراضنا وخطايانا وتأديب سلامنا عليه (إشعياء 5:53). إذاً لا تستسلم لتهديدات الشيطان! عالماً أنَّك إن انفصلت عن البرِّ الإلهي فستبلغ مباشرةً يد إبليس، من جهةٍ أخرى، ستضع نفسك بين يديْ القدير من خلال الثبات في إعلانات الكلمة، حيث لن يقدر الشيطان أن يضايقك أو يجعلك تعاني من جديد.

 

عندما طلب كاتبُ المزمور من العليِّ أن يسهِّل الطريق الإلهي قدَّامه، لم يقصد القول بأنَّ طريق الله معوجٌّ، لكنَّه لم يستطع رؤيته بوضوح. في الواقع لن يقدر إنسانٌ أن يرى ذاك الطريق ما لم يعونه الآب. لهذا سأل الربَّ أن يقوده وأن يجعله يرى طريق الصَّلاح والنجاح. لذلك لن يواجه الفشل كلُّ من يصلِّي هذه الصلاة.

 

إنَّنا نحتاج أيضاً أن نرفع صلاةً مثل تلك في كلِّ حين، وبخلاف ذلك لن نقدر أن ننجح في حياتنا الروحيَّة. لكنَّنا فقط بمعونةٍ إلهيَّة سنقدر أن نرى الطريق المعدَّ من إلهنا، وبالتالي نسير فيه. وحينما تنفتح أعيننا أو يسهُل الطريق قدَّامنا لن نتعثر، بل ستستقيم خطواتنا.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز