رسالة اليوم

07/10/2019 - هذا ما يُسبِّبهُ الحسدُ لكَ

-

-

 

" أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ." (المزمور 2:73-3)

 

 

يعلمُ إبليسُ أنَّه لا يستطيع العبث بحياةِ المولودين ثانيةً، لكنَّه يفعل كلَّ ما يقدر ليتخذَّ القدِّيسون المواقف التي ترضيه، فيجرِّب الشيطان جيمع الناس بطرقٍ متنوعة. فسيقط البعضُ بارتكاب الزنا ويخون البعضُ آخرين فيكذبون ويراعون البغضة ويحسدون الأشرار الذين يَبدون ناجِحين إلى حدٍّ كبيرٍ، والدليل القاطع على خوفهم للربِّ هو رؤية نجاحهم العاطفي.

 

لقد زلَّت قدما كاتب المزمور الذي كان رجل الله، ويعود هذا إلى سبب حَسدهِ للأشرار، فإذا تمعَّنت بنمط حياة الذين لا يخافون الله فسوف تستنتج عدم استحقاق الأمر تمنِّي الحصول على غناهم. لربَّما يعيش البعضُ برفاهية أو حياة مسرفة جداً لكن لا يعني هذا أنَّهم يملكون سلاماً داخلياً. وفي الغالب لم يحصلوا على غناهم هذا بطرقٍ مشروعة، ولهذا السبب يواجهون المتاعب في التحرُّك، متسائلين دائماً عمَّا سيصيبهم لاحقاً.

 

هذا ويقف أولئك الذين يحسدون مناصب الأشرار على حافة السقوط. لذلك عليك أن تتذكَّر أنَّ أفضل شيءٍ في الحياة هو السير يداً بيدٍ مع الله والثَّبات في الإيمان وضمان مكانتك في السماوات عندما يحين الوقت. ذلك أنَّ الذين يخدمون العليِّ يبغضون كلَّ عروضٍ آتية من الشيطان حتَّى ولو كانت تحتوي على كلِّ أمجاد العالم. وهذا ما فعله يسوع عندما رفض عرض الشيطان (متى 9:4-10).

 

فلا تسمح لأيِّ شيءٍ من العدوِّ أن يوقظ فيك رغبةَ فعلِ أعمالٍ معوجَّة مثلما فعل مع حواء التي عندما أغواها الشيطان أدركت أن الثَّمرة شهيَّة وحسنة لعينيها. ثمرة شهيَّة للغاية منحتها معرفةً لم تتمتَّع بها، وبعدئذٍ، قطفت حواء ثمرةَ الحكمة وأكلتها، ثم خدعت رَجُلها ليأكل منها أيضاً، وهذا ما فعله. وهكذا دخلت الخطيَّة إلى العالم مع الموت، أي جوهر الشيطان.

 

سيقترب أيضاً من الهلاك أولئك الذين يصدِّقون أقاويل العدوِّ، وإن لم يفارقوا مكانهم في تلك اللحظة سريعاً فسوف يشتركون في الخيانة وبالتالي سيفتحون أمام الشيطان طريقاً للدخول. وكيلا يحصل هذا الأمر، عليك أن تَثبت في الإيمان وألا تقبل تلميحاً واحداً من أبي الأكاذيب (يوحنا 44:8) لأنَّه يهدف دائماً إلى الإمساك بك. ولا تُبدل الخلاص والضَّمان اللذين تملكهما في المسيح مقابل أيِّ عرضٍ من إبليس.

 

لقد سبق وتخلَّص المؤمن من كلِّ أعمالٍ شيطانيَّة، فقد جلبك أبونا السماوي إلى ملكوت الحبِّ والسلام وستسعد معه. هذا وإنْ كان نجاحك هو خطَّةٌ إلهيَّة فسيفتح الله الأبواب أمامك لتزدهر، لكن إنْ كان لخالقنا هدفاً آخر لحياتك فعليك أن تقبله بفرحٍ لأنَّ الخطط المُعدَّة لك من قبل العليِّ هي الأفضل لسعادتك.

 

في الغالب، ثمَّة العديد من أصدقائي يواجهون نفس المشاكل التي واجهها كاتب المزمور، لذلك هم قريبون من التعثُّر والسقوط في الحفرة. فإنْ حدث هذا، عليك أن تثق بأنَّ مستقبلهم سيكون مريعاً ومظلماً للغاية. من جهةٍ أخرى، أولئك الذين يحبُّون يسوع لا ينساقون وراء ما يأتي من العدوِّ، ولهذا السبب سيقضون الأبديَّة في المجد جنباً إلى جنب المخلِّص.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز