رسالة اليوم

06/10/2019 - اللهُ صَالحٌ

-

-

 

"إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ لإِسْرَائِيلَ، لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ." (المزمور 1:73)

 

 

تُمرِّر لنا الآيةُ السابقة رسالةً مدهشةً ألا وهي أنَّ كلَّ كلام ووعود وأعمال الربِّ صالحة. فإنَّ أعماله لا تنفَّذ بعشوائيةٍ أو إهمالٍ بل بأكملِ وجهٍ، حيث أنَّ محبَّته كاملة ومشورته هي الأفضل، ولا تتطلَّب أعماله التغيير لأنَّها مصنوعة من قبل الشخص الكامل في كلِّ الطرق.

 

لقد كان العليُّ صالحاً مع إسرائيل، الأمَّة التي نالت مواردها من إبراهيم نفسه، وقد قِيل بأنَّ نسلَها سيكون مباركاً جداً كونه يمثِّل شعب الموعد. وبإمكاننا أن نرى اليد الإلهيَّة تعمل لصالح الإسرائيليِّين من خلال تاريخ إسرائيل ففي كلِّ وقت رجعوا به إلى العليِّ بناءً على العهد معه عاد الأمر على مقابلة القدير لهم ليعينهم بقدرته، وبالتالي تخلَّصوا من أعدائهم.

 

إنَّ المؤمنين اليوم هم الإسرائيليِّين المعاصرين الذين يرمزون إلى كنيسة الربِّ يسوع، فقد واجه خدَّام الله في الماضي المصاعب نفسها التي نواجها اليوم. لذلك صرخوا في ضيقهم إلى الله كي يمدَّ لهم يدَ العون.

 

فإذا رجعنا إلى الربِّ اليوم فستحلُّ جميع القضايا العالقة. إلا أنَّه يوجد متطلَّب علينا تلبيته هنا: امتلاك قلبٍ نقيٍّ. مرةً أخرى، إنَّ امتلاك قلبٍ نقيٍّ هو ما يطلبه الآب ليعمل لصالحنا! ولأنَّه قدُّوس ومنفصلٌ كلياً عن الخطيَّة، فلا يقدر الربُّ العمل لصالح أولئك الذين لا يخدمونه بقداسةٍ لأنَّ الخطيَّة تحجب وجهه عن الناس. لقد تعلَّم شعب إسرائيل هذا الدرس، وبمجرَّد تخلِّيهم عن آثامهم حاربوا قوى الشرِّ بلا خوفٍ من الهزيمة.

 

ما المقصود بامتلاك قلبٍ نقيٍّ؟ لطالما قاسى بعض الناس من أجل الحصول على قلبٍ طاهرٍ، إلا أنَّهم نسوا أنَّ كلَّ ما عليهم فعله هو النظر بعنايةٍ إلى الرسائل التي توجِّهها لهم الكلمة المقدَّسة، وتالياً عليهم تغيير سلوكهم، والذين يفعلون هذا لن يخسروا معركةً واحدة. والآن، يُحسِن الطاهرُ دوماً إلى جميع الناس ولا يأخذ على محمل الجدِّ الأذى الذي سبَّبه له الآخرين ويغفر حقاً لجميع المسيئين إليه.

 

هذا وإنَّ أنقياء القلب مؤهَّلون لاختبار صلاح الله لأنَّ نواياهم تُسرَّه كثيراً. فإنَّهم لا يُخوِّنون أحداً ويكنُّون محبةً حقيقيةً نحو الآخرين، غير متوقِّعين شيئاً في المقابل، وعندما يشعرون بالإهانة لا يتحدَّثون بنفس المستوى من العدوانيَّة، لكنَّهم بإيمانٍ وعزمٍ يبقون في الطريق المعد لهم من الروح القدس.

 

إنَّ البركات التي يمنحها أبونا السماوي لأحدهم تشير إلى مقدار نقاء قلبه، لكنَّ الذين يمارسون الإثم فلن يستجيب العليُّ لهم. وسيرى أولئك الذين لم يسلِّموا أنفسهم للربِّ أنَّ نفورهم من التغيير هو أحد أنجح ضربات إبليس ضدَّ حياتهم. لذلك علينا أن نعلم أنَّه سوف يسبِّب هذا الأمر لهؤلاء الناس تفويت أفضل إيمانٍ قُدِّمَ لهم بيسوع؛ ألا وهو الخلاص نفسه.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز