رسالة اليوم

05/10/2019 - وَحدُهُ الربُّ يُخلِّص

-

-

 

"لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ." (المزمور 3:146-4)

 

 

يرتكب خطأً فادحاً أولئك الذين يتَّكلون على رجالٍ ونساءٍ عظماء يبرزون في المجتمع لحلِّ مشاكل تضايقهم، لأنَّ الربَّ وحده قادرٌ على فعل ذلك. فبالطبع لا يمكننا نسيان أولئك الذين استخدمهم الله كأدواتٍ لصنع معروفٍ معنا إلا أنَّه لا يجب أن نعتبرهم بمثابةِ حلٍّ لمشاكلنا. ذلك أنَّ على الذين يتلقُّون المساعدة من قبلهم أن يتذكَّروا أنَّ تلك المعونة مصدرها الله وخلاف ذلك لن يحصلوا على أيَّة مساعدة عند الضرورة.

 

ثمَّة فقط إله واحد لا يسمح لأحدٍ أن يأخذ مجده، بغضِّ النَّظر عن كونه مطلقاً وفريداً من نوعه. فإنَّ العليَّ يعمل في جميع نواحي حياتنا وكلُّ ما نحتاج هو أن نسأله ليصنع أعماله الصالحة نحونا. لهذا السبب يخطئ أولئك الناس الذين يشعرون بالامتنان نحو الأداة المستخدمة من قبلِ السَّيد بدلاً من الامتنان له. وعليك أن تعلم أنَّ الخطيَّة تفصل الناس عن الخالق من خلال حجب وجه الله كيلا يراهم.

 

لا يستطيع أيُّ إنسان أن يخلِّص أحداً. ولا تملك أيَّة ديانة القوَّة على قهر قوى الشرِّ ولا يستطيع إبليس أيضاً على فعل ذلك بالرَّغم من قدرته على إيذاء الناس. فالعليُّ وحده قادرٌ على معونتنا وحلِّ جميع مشاكلنا. لا يظهر أبونا السماوي الغَيرة حينما يوصينا ألا نتَّكل على مصدر غريب؛ لكنَّه في الواقع يرينا محبَّته نحونا لأنَّه لا يريدنا أن نعمل عملاً باطلاً.

 

إنَّنا بحاجة للرجوع إلى كتب تاريخ الإنسان لنرى على مرِّ العصور أنَّه لا أحد ولا فلسفة ولا عقيدة بشريَّة ولا قوانين دينيَّة أو أيَّة وسائل أخرى أثبتت قدرةً كافيةً على وضع حدٍّ لمعاناة الناس. حيث لم تُجدِ جميع المحاولات نفعاً أو لم تكن سوى بدائلٍ بسيطة. لكن عندما رجع الناس إلى الله مصلِّين ومتَّكلين على كلمته فتمَّت الاستجابة لهم في النهاية.

 

يتصرَّف الكثيرون كما لو أنَّهم سيعيشون إلى الأبد مصرِّين على تجاهل حقيقة أنَّ حياتهم ستنتهي في أيَّة لحظة. وثمَّة أناس مقتدرين نالوا أفضل تحصيل علميٍّ وخلفية معتبرة يميلون إلى اعتبار أنفسهم أفضل من الآخرين لكنَّهم ينسون أنَّه عندما تفارقهم روح المعرفة والمشورة سيعود الأمر على هلاك منطقهم في النِّهاية. فجميع المعارف الدنيويّة ستتلاشى لحظة موتنا، لكنَّ الدروس التي تلقّيناها من كلمة الله سترافق أرواحنا إلى الأبد.

 

إنَّ خلاص الإنسان في يسوع، ابن الله الآتي إلى العالم ليخلِّصنا من سقوط آدم الذي فصلنا عن أبينا السماوي. الربُّ هو الله، خالق كلَّ الأشياء ووحده من يملك كلَّ المعرفة لإطلاقنا من كلِّ المصاعب والمعاناة. والخبرُ السارُّ هو أنَّه أتاح نفسه لأولئك الذين يؤمنون في كلامه.

 

فمهما كانت صعوبة اللحظات التي تمرُّ بها أنت أو عائلتك، عليك أن تتذكَّر أنَّ الله سيعمل بالتأكيد لأجلك، بشرط أن تطلبه بكلِّ قلبك وروحك وقوَّتك وألا تعطِ الشكَّ مكاناً أو أيَّ تهديد من العدوِّ. لأنَّ العليَّ لا يُعطي مجده لآخر (إشعياء 8:42).

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز