رسالة اليوم

04/10/2019 - أخبارٌ سارَّةٌ للسَّاقِطين

-

-

 

"اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ." (المزمور 14:145)

 

 

ينيرُ الإنجيلُ قلوب أولئك الذين يصغون إلى الله، وفي ذات الوقت يجلب لنا الشعور بالفرح والأمان اللذَين من غير المرَّجح أن يوجدا في أيِّ مكانٍ آخر. هذا وإنَّ الديانات ثقيلةٌ جداً على عاتق الناس، بالنظر إلى أنَّ قوانينها ومبادئها تضع على اتباعها أحمالاً ثقيلة وأنَّها تُدين أيضاً الذين يسقطون، فإن أعضاء أي ديانة سيفضلون أنفسهم شريطة أن يظلوا بعيدين عن قادتهم كلما أخطأ الأخير.

 

إنَّ كلمة الله وحدها من تعرف المحبَّة والرَّحمة واللطف والغفران. انتبه! إنَّ الرسالة المقدَّسة بالطبع لا تتعلَّق بالديانات؛ لكنَّها تتعلَّق بالأخبار السارة عن جوهر الله وعمَّا صنعه يسوع لأجل البشرية وما ستصنعه المحبة الإلهيَّة للذين يحتاجونها. ذلك أنَّ الإنجيل هو كلُّ ما يحتاجه الناس ليعيشوا حياتهم مخلَّصين من الدينونة، وأنَّ تأثير هذه الرسالة كتأثير الموسيقا على نفوس سامعيها، وفي الوقت نفسه هي عمل قوَّة الله.

 

تُعلِّم العقيدة الميّتة أنَّ الذين يسقطون يصلون حالاً إلى يد الشيطان، لكن في الواقع هذا التصريح ليس صحيحاً. إلا أنَّ الذين سقطوا ولم يتوبوا أو يطلبوا الغفران الإلهي فسيتوجَّهوا إلى الانحدار حتى يسيطر العدوُّ على حياتهم كاملاً. لكنَّ الربَّ لن يتخلَّى عنهم البتَّة، فلطالما قام بمعونة جميع أولاد وهو يسعى لإنقاذهم عندما ينخدعهم إبليس بأكاذيبه.

 

يعجزُ خصمُنا على السيطرة بالكامل على الذين خدعهم لأنَّهم سينالوا العون من الروح القدس حتى أثناء استمرارهم بالسقوط، فهو يعينهممن خلال تبكيتهم على خطيَّة وعلى برٍّ وعلى دينونةٍ (يوحنا 7:16-8). هذا ويعلم العليُّ جيداً أنَّ الكثيرين سيتعثَّروا في الطريق بسبب عدم تزوّدهم بكلمته، وهو يعلم أنَّه في حال قام بالتخلِّي عنهم سيبعدهم الشيطان أكثر عنه، وبالتالي لن يستطيعوا الرجوع.

 

إنَّ أبانا السماوي صبورٌ ومحبٌّ في ذات الوقت. فهو بالطبع يرغب ألا نرتكب أيَّ خطية كيلا ننجِّس أيدينا وأرواحنا ونضيِّع بركات كثيرة، إلا أنَّه سيواجه الكثيرون الصعوبة في التغلُّب على الشهوات، وللأسف سيصغون إلى الأرواح المضلَّة بدلاً من ذلك. لكن على الرَّغم من كون سقوطنا ضدَّ مشيئة الله إلا أنَّه علينا أن نتذكَّر أنَّ الربَّ يحفظنا ويحتضننا، وحتى ولو سقطنا فلن يتخلَّى عنَّا أبداً.

 

وبغضِّ النظر عن مدِّ يد العون لأولئك الذين يتعثَّرون ويسقطون، يقوِّمهم العليُّ. فلا يهمُّ مقدار نجاسةِ خطاياك لأنَّ الربَّ بكلِّ الأحوال سيمسك بيدك وسيجعلك تقف على قدميك من جديد، فإنَّه سيفعل كلَّ ما يتطلَّبه الأمر لئلا يبقى أولاده الأحبّاء في طين الحمأة، لكنَّ الأشرار وحدهم من يرفض المعونة الإلهيَّة التي بدونها لا يقدر أحد أن يقوم.

 

أيُّها الأخُ العزيز، إن كنت تشعر بالحزن جرَّاء خطأ ارتكبته وتعلمُ سبب سقوطك آخذاً بعين الاعتبار انقطاع شركتك مع الربِّ، فأريدُ أن أخبركَ أنَّه عليك التوبة الآن طالباً الغفران الإلهي. فإنَّ خطيتك تُحزن العليَّ لكنَّه ما يزال يرغب بمدِّ يده القديرة لترفعك. إذاً اِمسك جيداً بيد الله ووطِّد من جديد علاقتك معه!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز