رسالة اليوم

30/09/2019 - يستجيبُ اللهُ لطلبةِ الحقِّ

-

-

 

"اِسْمَعْ يَا رَبُّ لِلْحَقِّ. أَنْصِتْ إِلَى صُرَاخِي. أَصْغِ إِلَى صَلاَتِي مِنْ شَفَتَيْنِ بِلاَ غِشٍّ." (مزمور 1:17)

 

 

لقد صرخ داود (ملك إسرائيل) إلى العليِّ طالباً منه أن يسمع لتضرعاته. فيجب أن تحتوي صلواتنا على أهدافٍ، مثل تلك التي لكاتب المزمور: الوصول إلى أذنيِّ الربِّ. في الحقيقة إنَّ رفعنا للصلاة غير مؤمنين في الاستجابة لأمر غير مجدٍ. ذلك أنَّ مشورات الربِّ المعطاة لنا هي دليلٌ على أنَّه حريص على الاستجابة لطلباتنا. إذاً لمَ لا تطالب بكلِّ الإعلانات التي تنتمي لك، والمعلنة من قبل الربِّ؟

 

بإمكاننا أن نرى من خلال الكتاب المقدَّس أنَّ الله لطالما استمع لأولئك الذين تضرَّعوا إليه، لكنَّهم فشلوا في بعض الأوقات في الحصول على الاستجابة. وهذا ما حدث مع عيسو الذي لم تُقبَل توبته حتى بعد رجوعه إلى العليِّ باكيَّاً (تكوين 38:27)، ويعود هذا إلى سبب سلوكه المتهوِّر ببيعه بكوريته مقابل أكلة عدس.

 

لقد أدرك الملك داود بأنَّ العليَّ سيستجيب له طالما أنَّ قضيَّته عادلة. لذلك، أرشده الروح القدس إلى كتابة هذا الأمر ليعلم كلُّ أولاد الله بأنَّه سيصغي إليهم، بشرط أن تكون قضيَّتهم حقَّة وعادلة، وطالما أنَّ تضرُّعك يلبِّي هذا الشرط بإمكانك أن تثق أنَّ القدير سيكون صالحاً معك، لكن إن أعوز تضرُّعك العدل فسيكون من غير المجدي أن تطلب الاستجابة.

 

تُعتَبر القضيَّة عادلة في الحياة الدنيويَّة عندما يُنتهَك حقُّ المتقاضى. لذلك بإمكانه ممارسة العمل القانونيِّ في المحكمة، وبالتالي سيقرِّر القاضي إن كانت حجَّته عادلة أم لا، وبمجرَّد أن يقوم بفحص التهم الموجَّهة ضدَّه بدقةٍ والإجراءات القانونيَّة الواجب اتِّخاذها. وفي حال وُجِدت قضيَّته عادلة سيحكُم لصالحه كونه الطرف المتضرِّر. أمَّا الطرف الذي رفع الدعوى (المدَّعي)، ونظراً لكونه يعلم أنَّ ما فعله لم يكن مستقيماً، فإنَّه بالنهاية سيحصل على العقوبة كونه تصرَّف بنيَّة سيئة.

 

أمَّا في العالم الروحي فتُعتبر القضيَّة عادلة عندما يتلقَّى أحدهم إعلاناً من كلمة الله، وتحت هذا الظرف فحسب يستجيب الربُّ لهذه الطلبة. فمن غير الهادف أن يتبنَّى المرء أفكاراً مشتَّتة مستمراً بالتفكير في أنَّ هذا الوضع أو ذاك يجب أن يجري بهذه أو بتلك الطريقة ويواصل الإصرار على الله كي يتَّخذ القرارات المرضيَّة لقلبه. لذلك، إن لم تكن طلبتك عادلة قانونيَّاً فلن يُنصفك الآب البتَّة، وقبل أن تنوي على رفع صلاة معيَّنة عليك أن ترجع إلى الكتاب المقدَّس وترَ إن كان لها أساس أم لا.

 

عندما يصرخ أحدهم إلى العليِّ طالباً الشفاء سيسمع له بالتأكيد، بشرط أن يكون لصلاته أصلٌّ كتابيٌّ، عالماً أنَّ يسوع قاسى جميع الأمراض حتى تلك التي في جسده، ويجب أن ترتكز صلاته على ثقته بأنَّ الربَّ سيعمل لصالحه. وينطبق هذا الأمر أيضاً على البركات الأخرى حالما نطالب الله بها.

 

ثمَّة أمرٌ مهم آخر يجب أخذه بعين الاعتبار: يجب ألا تكون شفاهنا مخادعة. فسيجد الذين يقدِّمون حججهم المستندة على الأكاذيب بأنَّها غير فعَّالة عندما يتعلَّق الأمر بجعل الآب يعمل لأجلهم. لكن عندما تستند كلماتك على كلمة الله، عليك أن تثق بأنَّه سيُستجاب لك. هذا وإنَّ الشفاه التي تتكلَّم بالصدق ترضي الربَّ دائماً.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز