رسالة اليوم

29/09/2019 - محبةٌ خاليةٌ من النّقمةِ

-

-

 

"لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمَسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ." (المزمور 24:22)

 

 

بإمكان المساكين أن يبتهجوا لأنَّهم غير محتقرين وغير مرذولين من قبل الربِّ. على العكس، فإنَّ الله ينظر بعينِ المحبة نحو أولئك الذين هم تحت تجارب كثيرة، فإذا صرخوا إليه لن يتردَّد بالاستجابة لهم. ذلك أنَّ العليَّ يكترثُ بشأن راحة الجميع، ولهذا السبب لن يبخل بتقديم المعونة للذين يمارسون الإثم في حال صرخوا إليه.

 

ثمَّة أنواع عدة من الممارسات النجسة تمَّ تبنِّيها بين الناس، وممارسات مختلفة يدينها الكتاب المقدَّس تشكِّل حيِّزاً من كلِّ مكانٍ بالنظر إلى أنَّ إبليس لطالما تبنَّى الخططَ ذاتها. من جهةٍ أخرى، عندما يدرك المساكين أنَّ الله قوَّتهم وبالتالي يتخلّوا عن أفعالهم الأثيمة ويرجعوا إلى أبينا السماوي وهكذا سيتغيّر مجرى حياتهم بالكامل.

 

ينظر العليُّ بعين الرأفةِ على الإنسان، لا بعين الغضب والانتقام لأنَّه يرغب دائماً بمعرفة ما يضايقه. هذا وإنَّ أبانا السماوي يعرف جيداً جميع التهديدات التي مارسها الشيطان ضدَّ الناس، ولهذا السبب أنَّ الله محبة (1 يوحنا 8:4) ويريد الربُّ أن يخلِّص أولئك الذين يعيشون في الإثم. وبسبب حقيقة استحالة قبول الله للخطية كونها مخالفة لقداسته، فسوف يعين الذين يريدون أن يخلُصوا.

 

حيث لا يحجب أبونا السماوي وجهه عن المخدوعين من أدنى مراحل الخطايا، لكنَّه يحزن على الذين يصرُّون على تجاهل كلمته والذين نهايتهم الموت الأبدي. بينما إن كان أحدهم يعاني حقاً جرَّاء أفعاله الشنيعة وصرخ إلى الله فسيجد في النهاية أنَّ يده القديرة تعمل لأجله. والآن إنَّ الانتقام واسترجاع الذكريات السيئة هما أمران يبغضهما الآب السماوي.

 

يؤكِّد لنا الكتاب المقدَّس أنَّ الله يسمع إلى صلاة أولئك الذين يواجهون الصعوبات، ولهذا السبب أنَّ الذين يبتعدون عن "الطريق" أو الذين تجاهلون الربَّ؛ بشرط أن يتَّخذوا القرار الصحيح وأن يعرفوا خطأهم فسوف يستمع إليهم القدير، الإله المحب. لقد أظهر خالق كلَّ الأشياء لطفه وشخصيته المتسامحة لبني إسرائيل ولكلِّ من هو عتيد أن ينال الخلاص، ولن يوصلهم إلى براثن الشرير التي تسبِّب لهم المتاعب.

 

إنَّ الآية التي درسناها أعلاه هي في الحقيقة دعوةٌ لأولئك الذين يشتركون في الممارسات الأثيمة أو أيِّ أمور شريرة أخرى ولا يمكنهم التخلِّي عنها. لذا عليك أن تثق أنَّ يد الله سوف تحرِّرك. فكلُّ ما عليك فعله هو أن تدرك موتك الروحي، وبإيمانٍ اطلب الربَّ الذي سيفعل بدوره ما يتطلَّبه الأمر لإتمام كلامه من جهتك.

 

وأخبر الآب السماوي عن ضيقك، وسيريك بالتالي كم بإمكانك تشديد موقفك. وبدونه لن يخلص أحدٌ من قوى الشرِّ، من ناحيةٍ أخرى، لن يظلَّ أحد تحت سيطرة الخطية لأنَّه سينال قوَّة من العلاء، هذا وإنَّ الربَّ ماهر في مساعدة الذين يحتاجون إلى تدخُّل فريد من نوعه.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز