رسالة اليوم

20/09/2019 - عندما لا يشاءُ اللهُ أن يغفرَ

-

-

 

"إِنَّ ذلِكَ كَانَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا لِيَنْزِعَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ لأَجْلِ خَطَايَا مَنَسَّى حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ. وَكَذلِكَ لأَجْلِ الدَّمِ الْبَرِيءِ الَّذِي سَفَكَهُ، لأَنَّهُ مَلأَ أُورُشَلِيمَ دَمًا بَرِيئًا، وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يَغْفِرَ." (2 ملوك 3:24-4)

 

 

لقد ظهرت بعد موت حزقيَّا ملك يهوذا مجموعةً من ملوكٍ أشرارٍ باستثناء يوشيَّا الذي كان حكيماً في سلوكه. هذا وكان منسَّى (ابن حزقيَّا وخليفته في الملك) واحدٌ من أسوأ الملوك الذين حكموا الشعب، فكان من المتوقَّع أن يسلكَ ابنُ وخليفةُ حزقيَّا (خائف الربِّ) كما فعل أبوه، لكنَّه سلك مثل أشرِّ رجال الأرض.

 

لقد أغضب منسَّى الربَّ كثيراً بعبادته لأصنام بيت آخاب في إسرائيل، وطغى بفعله هذا على شعب يهوذا بأعمال مروعة متحدِّياً الإله الحيِّ القدُّوس (2 ملوك 2:21-3). لذلك قال الله إنَّ الثمن الذي سيتمُّ دفعه في أيام منسَّى سيدمِّر شعب أورشليم، عاصمة الأمة (2 ملوك 10:21-16). يا لهم من حمقى أولئك الذين يتجرأون على تحدِّي الربَّ!

 

لقد حكم مثاله السيّئ الأمة بأكملها، فتخبرنا كلمة الله بأنَّهم صنعوا أعمالاً أسوأ من تلك التي صنعها سكان أرض كنعان قبل أن يسكنها بنو إسرائيل (2 ملوك 11:21). لذلك دفعوا ثمناً باهظاً بسبب تجاهلهم لتوجيهات الربِّ. وهكذا سيصيب أولئك الذين نالوا الخلاص والاستنارة مرةً لكنَّهم تركوا العليَّ ليسلكوا طريقاً خاطئاً بدلاً من ذلك.

 

لقد اقتفى عمّون أيضاً خطى أبيه منسَّى واستمرَّ على هذا النحو إلى أن ملك يهوياقيم على يهوذا بواسطة فرعون نخو. فبالرغم من كونهم شعب الله إلا أنَّ الربَّ لم يشأ أن يغفر خطاياهم الشنيعة. عندما يصل الموقف إلى درجة منع الله، الإله المحب، من الغفران يتبيَّن أنَّه لا يمكن فعل شيءٍ آخر في النهاية (العبرانيين 4:6-6 ، 26:10-31). إذاً، توخَّ الحذر لئلاً توجَد في وضعٍ محرجٍ بسبب تهاونك بالشؤون المقدَّسة.

 

نحن لسنا مسؤولين عن سقوطنا في التجربة، لكن إن جعلناها جزءاً من حياتنا واستمتعنا بها فسنكون في الحقيقة راضين بعروض الشيطان وسندفع في النهاية ثمن قرارنا الخاطئ، لكن يحاول الروح القدس قبل سقوطنا أن يبكِّتنا على خطيَّتنا من خلال كشفه لنا عن الآثام الكثيرة التي ارتكبناها، ساعياً لمنعنا من السقوط. فإن لم نتجاوب معه وصمَّمنا على الاستمرار في الخطية فسنال العقاب في نهاية المطاف.

 

وعلى الرَّغم من كون منسَّى مميزاً لدى الربِّ لكن هذا لم يكن كافياً لإلغاء قراره التالي حياله، فتمَّ اقتياد منسى أسيراً إلى بابل. لكنَّه تاب طالباً العفو الإلهي، لذلك جعل الله ملك بابل أن يعيده إلى مملكته، لكن لم يُلغَى عقاب الربِّ على أعماله الشريرة (2 أخبار الأيام 11:33 ، 13).

 

علينا ألا نُغضِب روح الله. فإذا حدث وسقطّت في التجربة، فعليك أن تطلب الغفران عاجلاً، وثمَّ أن تفعل كلَّ ما في وسعك لئلَّا تعود إلى الخطية ذاتها.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز