رسالة اليوم

18/09/2019 - براعةُ الرجلِ الشريرِ

-

-

 

"وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنًى وَكَرَامَةٌ بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أَخْآبَ. وَنَزَلَ بَعْدَ سِنِينَ إِلَى أَخْآبَ إِلَى السَّامِرَةِ، فَذَبَحَ أَخْآبُ غَنَمًا وَبَقَرًا بِكَثْرَةٍ لَهُ وَلِلشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ، وَأَغْوَاهُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ." (2 أخبار الأيام 1:18-2)

 

 

احذر من الرجل الشرير لأنَّه يعلم ما يجب فعله بالضَّبط لتحقيق أهدافه. إنَّ غير الثابتين في "الصَّخرة" سيسقطوا في كلامه المخادع، فليس لهذا الرجل هدف سوى إشباع رغباته، هذا وإنَّه لا يكترث بشأن آلام الآخرين. لذلك من الضروري أن تبقَ بعيداً عنه وعن كلامه السام، آخذاً بعين الاعتبار أنَّك في الوقت الذي تفقد فيه مخافة الربِّ في قلبك سيقضي عليك بالتأكيد.

 

بالرَّغم من كون يهوشافاط رجلاً لله إلا أنَّه سقط في خداع آخاب الذي سبَّب له الموت، بعدئذٍ، كان بكره على وشك أن يُحكَم بالموت. فتدلُّ حقيقة إصغائنا للحديث الفارغ والشرير لأولئك الذين لا يتمتَّعون بالعلاقة مع الربِّ على أنَّهم قد نالوا منَّا. ذلك أنَّ الشرير لا يشفق على أحدٍ، وعندما يصبح أحدهم غير نافع له فسوف يتخلَّص منه بلا رحمةٍ.

 

نحن لا نعلم إن كان سبب مصاهرة آخاب ليهوشافاط هما الغنى والمجد اللذان تمتَّع بهما شهوشافاط. حسناً، يجب أن نفصل بين ما يأتي من الربِّ وما لا يأتي منه، لذلك يتَّخذ العديد من الناس قرارات خاطئة لأنَّهم يبدون اهتمامهم بالغنى المادي الذي يعرضه الأشرار. إلا أنَّ الذين يخدمون الله عليهم أن يسلكوا بحسب ما يقوله الكتاب المقدَّس وألا يتمسَّكوا برغباتهم بل أن يتمِّموا مشيئة الله بدلاً من ذلك.

 

تمَّ الانقلاب الأخير لآخاب في الوليمة الذي احتفل بها على شرف يوشافاط وأولئك الذين اشتركوا معه بعدئذٍ. وإلى يومنا هذا، يستخدم الشيطان هذه الوسيلة لخداع غير الثابتين في كلمة الله. فانتبه! لئلا تسقط بسبب الكلام السخيف لأولئك الذين يبغضون أبانا السماوي، بالنظر إلى أنَّهم إن لم يحبُّوا "الشخص" الذي يستحق كلَّ الحبِّ، فهل سيكنُّون لك الحب بأيَّة طريقةٍ؟ هذا وإنَّ الهدايا التي يقدِّمها الذين لا يخدمون الله لديها القدرة على إغلاق فهم من يثقون بالله.

 

ضَع هذا الأمر في اعتبارك، إنَّ أفضل ما يمكنك القيام به هو أن تكون على شركة مع الربِّ وألا تسمح لأحدٍ بأن ينخدع في الاحتفالات التي ينظِّمها الأشرار بمهارةٍ للحصول على دعمنا لأعمالهم الشريرة. فتلك الدعوات أشبه باستثماراتٍ صنعها أولئك الذين يتجاهلون إلهنا في سبيل تحقيق أهدافهم. لذلك يجب أن تكون احتفالاتنا دائماً تتوافق مع تلك التي في الكتاب المقدَّس، والتي يجب أن ندعُ فيها العُمي والخُرس والصُم والعُرج الذين ليس بإمكانهم أن يدعونا بالمقابل.

 

إنَّ الذين قالوا "نعم" ليسوع يجب ألا يقبلوا أيَّة دعوة قادمة من أشخاص لا يحبُّونه لأنَّها ستكون في نهاية الأمر فخاً لهم. ماذا يمكن أن يقدِّم العالم لشخصٍ يمتلك فرحاً حقيقياً؟ من ناحية أخرى، إنَّ المؤمنين هم الأشخاص الذين يملكون الكثير لتقديمه للضالِّين، ولنقوم بذلك كأولادِ الله؛ علينا أن نثبت في الإيمان وألا نتلذَّذ في الخطية.

 

فسيخلُص فقط أولئك الذين يثبتون إلى المنتهى (متى 13:24). لا يعني كلٌّ من الازدهار والخبرة والنجاح بأنَّ هذا الشخص الناجح يسلك طريقاً صحيحاً، لذلك عليك أن تحذر وأن تعش حياة الصلاة لتتجنَّب السقوط في التجربة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز