رسالة اليوم

12/09/2019 - سنكونُ مثلَهُ

-

-

 

"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ." (1 يوحنا 2:3).

 

 

ينبغي علينا كمؤمين أن نتيقَّظ لنستطيع التمتُّع بمكانتنا الروحيَّة الآتية من مجد الله الأعلى، آخذين بعين الاعتبار بأنَّنا أولاده. هذا وإنْ لم يكن قد أعلِنَ في الكتاب المقدَّس عن أمرٍ آخر بشأننا؛ فالتصريح في الآية السابقة يكفينا لاستخدام صلاحيَّاتنا في المسيح، وبالاستناد إلى امتيازاتنا الروحية لنا الضمان أنَّه ما من قوَّة شريرة ستبقينا في العبودية، وكأبناءٍ لله قد أصبحنا شركاءَ طبيعته.

 

تجعلنا حقيقة كوننا أبناء العليِّ مميَّزين، ليس كما الأشرار الذين لم يقرِّروا بعد المشاركة في ملكوت الله. ذلك أنَّ جميع الذين قبلوا يسوع كمخلِّص لهم أصبحوا به خليقةً جديدة، وما لم نُولَد ثانيةً (يوحنا 3:3) فلن نتمتَّع بالأعمال الصالحة التي أعدَّها الآب لنا. إلا أنَّه هناك شرطٌ واحدٌ على المؤمنين تحقيقه ليتمتَّعوا بهذه العجائب؛ ألا وهو الإيمان.

 

يدرك العالمُ الروحيُّ جيداً اللحظة التي تحوَّلنا فيها إلى المسيح وأصبحت ملائكة الله تدرك أنَّنا ورثةٌ ووارثات لله بسهولةٍ بالغة. أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (العبرانيين 14:1). وأيضاً كما نال يسوع كلَّ ما طلبه، هكذا نحن أيضاً سننال كلَّ ما نطلبه باسمه كما لو كان يسوع نفسه يتكلَّم بدلاً عنَّا.

 

بالإضافةِ إلى ذلك، تعرف الشياطين أنَّها يجب أن تطيعنا في كلِّ حين، لأنَّنا عندما نتكلَّم بسلطانٍ وإيمانٍ فيصبح صوتنا أشبهَ بلهيب نارٍ فوقها، بالنظر إلى أنَّنا نتكلَّم باسم "النار الآكلة" (العبرانيين 29:12). لقد تمَّ هزم جميع الأرواح الشريرة بما فيها إبليس (قائدها) بموت مخلِّصنا في الجلجثة (1 يوحنا 4:4)، لذلك لا تتردَّد أبداً عندما يتعلَّق الأمر بأمر روحٍ شريرةٍ بالخروج.

 

إنَّ الأفضلَ قادمٌ: فكلمة الله تعلن أنَّه لم يُظهَر بعد ماذا سنكون (1 يوحنا 2:3). لقد نال أولئك الذين ذُكِروا في الكتاب المقدَّس امتيازَ فهمٍ روحيٍّ كبيرٍ وتمَّ استخدامهم لصنع معجزاتٍ كثيرة لا تُقارن بتلك التي سيصنعها الذين سينالوا الخلاص، فالذي يثابر حتى النهاية سيحقِّق الغرض (العبرانيين 39:11-40)، هذا وسيكون المجد الذي سنناله في الأبديَّة هائلاً. بينما سيتألم كثيراً أولئك الذين سيدانوا في الجحيم.

 

حيث سيستعلن الغنى المعد لنا منذ تأسيس العالم في اللحظة التي سندخل فيها إلى ملكوت الله، ولا يمكن فهم هذا الأمر بعقلنا البشري، لذلك ثابر لئلا تضيِّع فرحك الأبدي. "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ." (1 كورنثوس 9:2).

 

سنكون مثل الربِّ تماماً، لكن فقط أولئك الذين تمَّ إخبارهم عن الشروط التي يجب تحقيقها ليصبحوا أولاد الله سيقدروا أن ينالوا مكانتهم في المسيح، فسيتوقَّف عليهم العيش بحسب كلمة الله.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز