رسالة اليوم

10/09/2019 - وعودٌ للمطيعين

-

-

 

"هذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنْتَ بَانِيهِ، إِنْ سَلَكْتَ فِي فَرَائِضِي وَعَمِلْتَ أَحْكَامِي وَحَفِظْتَ كُلَّ وَصَايَايَ لِلسُّلُوكِ بِهَا، فَإِنِّي أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِيكَ،وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَتْرُكُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ" (1 ملوك 12:6-13)

 

 

لم يستجِب الربُّ بالإيجاب لطلبة داود بشأن بناء الهيكل بالرغم من كونه رجلاً بحسب قلب الله (أعمال الرسل 22:13). فقال العليُّ إنَّ داود لن يحظى بهذا الامتياز من جرَّاء قراراته الخاطئة بخصوص الحروب، ثمَّ أضاف قائلاً إنَّ سليمان (ابن داود) هو الذي سيتكفَّل بهذه المهمَّة (1 أخبار الأيام 8:22-10). وهكذا عمل سليمان بعد تسلُّمه المُلك على إسرائيل كما قيل له (1 ملوك 6).

 

لذلك على كلِّ الذين تحوَّلوا للإنجيل أن يبنوا بيتاً للربِّ؛ أي حياتهم وفقاً لإرشاد الكلمة الإلهيَّة، ولفعل هذا، عليهم أن يسمعوا لما يقوله الله لهم. لأنَّك متى بنيت بيتك ألا وهي حياتك الخالية من الخطية والمليئة بالروح القدس، فسيريك الله الموقف اللازم اتِّخاذه في كلِّ الظروف كعضوٍ في جسد المسيح، بشرط أن تصغي لكلمة الله وأن تحفظ وصاياه وثمَّ سيكافئك بالتأكيد.

 

ولأنَّ أبانا السماوي يحبُّنا ولا يريدنا أن نذهب إلى السماء فارغي الأيدي للتمتُّع في الأبدية، فإنَّه يوكلنا بمهامٍ خاصة لإتمامها. ذلك أنَّ الذين يصغون إليه ويطيعون وصاياه سيروا أنَّهم بسبب محبته يملكون الحقَّ في أن يكونوا جزءاً من عمله. أما أولئك الذين يرفضون فعل ما تضعه الحكمة الإلهية في متناول إيديهم سيروا يوماً ما أنَّه كان أسوأ خطأ ارتكبوه.

 

ضَع في اعتبارك أنَّ مكافأة المطيعين دائمةٌ، فسترى أنَّ إتمام الوصايا الإلهيَّة ليس بالأمر الصعب لأنَّك ستزوَّد بقوَّة من الربِّ نفسه كي تنجز المهمَّة الموكلة إليك. لقد كان من المتوقَّع من سليمان أن يسلك بحسب تعاليم الله وينفِّذ فرائضه ويحفظ جميع الوصايا الإلهيَّة، الأمر الذي ينطبق علينا أيضاً. فإنَّ السير وفقاً للوصايا هو في الحقيقة طاعة قوانين ملكوت الله بشكلٍ كاملٍ، فتنفيذ الفرائض أمر بمثابة السلوك بحسب ما فعله الله في الماضي ووضعه لأجلنا. وإنَّ حفظ الوصايا الإلهيَّة هو طاعتها جميعاً.

 

فإنَّنا عندما نتبع هذه الخطوات سيباركنا الآب بحسب الوعود التي أعطانا إياها من خلال يسوع. في حالة سليمان، إنَّ داود من تلقَّى هذا الوعد، أما بالنسبة لنا فالوعود الخاصة بنا هي كلُّ الوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس، المصنوعة من قبل العليِّ. حيث سيدرك أولئك الذين يطيعون الله بأنَّه سيتمِّم كلَّ ما وعد الآباء به من خلال الأنبياء وبالتأكيد من خلال يسوع ورسله. فنحن ورثة ووراثات لكلِّ البركات الموجودة في كلمة الله.

 

حين تمَّ إنهاء بناء بيتِ الله، قال الربُّ بأنَّه سيسكن وسط بني إسرالائيل، والآن أوضح المسيح بأنَّه سيبقى معنا إلى الأبد (متى 20:28). بشرط أن نكمل مهمَّتنا وألا نلمس المحرَّمات، وبالتالي سنحقِّق أكثر من غنى سليمان، لأنَّنا نحيا في ملء العهد المصنوع من الله مع الناس بدم يسوع. فلن يتخلى القدير عن أولئك الذين يصنعون مشيئته.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز