رسالة اليوم

09/09/2019 - التواضعُ الزائفُ مرفوضٌ

-

-

 

"وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ." (1 ملوك 33:4)

 

 

إنَّ التواضع الزائف أحدُ الأخطاء التي يقترفها أبناء الله، فمن المتوقَّع من أولئك الذين أخذوا المسحة مشاركة الآخرين بما نالوه. فإنَّهم عندما ينساقوا خلف أيِّ نوع من السلوكيات التي ليست بحسب إرشاد الروح القدس بالحقيقة يرتكبون خطأ فادحاً. لقد بيّن سليمان أنَّ الحكمة التي نالها من الربِّ هي أعظم من تلك التي لجميع حكماء الأرض (3:4)، فلو أنَّه فشل في كتابة ثلاثة آلاف مثلٍ وألف وخمس أغنية (الآية 32) لكان قد أخطأ.

 

لذلك أنَّ الرسالة التي يرسلها الله مباشرةً إلى قلب أحدهم قادرة على تغيير حياة المرء. كذلك بإمكان تصرُّف إيمانيٍّ أن يجلب الإرشاد الإلهي إلى قلبٍ على وشك ارتكاب فعل جنونيٍّ. فإنَّ الهدف الرئيس من منح العليِّ إيانا المسحة هو إتمام عمله من خلالنا. هذا وإنَّ الذين يفشلون في توصيل الرسالة الإلهيَّة سيدانوا سريعاً بسبب الضرر الذي سبَّبوه بحقِّ أحدهم – فالتفوُّه بالحقِّ يظهر العدل دائماً (أمثال 17:12).

 

لقد مُسحنا لنكون سفراء للعليِّ. فيجب ألا نكن متعجرفين بل كارزين بالإنجيل حالما تسنح لنا الفرصة، فالكلمة التي ننطقها بمسحةٍ من الأعالي مؤثرة جداً بل أهم كثيراً من مساعدة ماديّة نقدِّمها لإنسانٍ مصيره الهلاك. ذلك أنَّ الربَّ لن يقودنا لقول كلام لن يقوله هو بنفسه، لكنَّنا عندما نفعل ذلك فالإيمان ضروريٌّ لعمل القوَّة الإلهيَّة.

 

عليك أن تعلم أن الخدمة المُسلَّمة لك من أبينا السماوي مهمَّة جداً بالنسبة لأناس كثيرين. كيف سيكون حال العالم لو كفَّ رجال الله الحكماء عن التكلُّم؟ وكيف سيتمُّ تخليص الخطاة إن لم يتكلَّم أبناء العلي عن المحبة التي مُنحَت لهم بمجيء يسوع الأول؟ إذاً يكمن السر في مشاركة الناس في الدروس التي تعلَّمناها من خلال الكتاب المقدَّس.

 

لقد خاطب بطرس الأعرج الذي سأله صدقةً بأن ليس له فضة ولا ذهب، لكن الذي له سيعطيه إياه. كان للرسول كلمة الإيمان، مما جعلت الأعرج يُشفى سريعاً بسلطانٍ (أعمال الرسل 6:3). والآن، استطاع ذاك الرجل الأعرج المسكين الذي اعتاد على الجلوس في الشارع مستعطياً من الناس أن يعمل منذ تلك اللحظة، غير منتظرٍ صدقةً من أحد. إذاً عندما يتَّخذ خدَّام الله مكانتهم الصحيحة التي في المسيح سيعود الأمر لشفاء الكثيرين.

 

إنَّ هدف كلمة الله التي وضعها الربُّ في قلوبنا هو مساعدة الضالِّين في إيجاد الطريق إلى السماء، كما أنَّها قادرة على منح الشفاء للمرضى بالإضافة إلى مساعدة الذين يحتاجون إلى النجاة من معاناتهم. إذاً لمَ يصمت المؤمن ولا يخبر الجميع عن الآيات التي بإمكان الله صنعها لأجلهم؟

 

افتح فاك ودع المسحة تندفق! لقد أعطاك الله الوزنات لتتاجر بها وتربح النفوس. ماذا ستفعل في يوم الدينونة؟ لا تدفن موهبتك أو وزناتك أو مهاراتك، بل اسعَ لنوال المزيد منها! ثمَّ ستصبح مكافآتك هائلةً. إنَّ التواضع الزائف مرفوض، لذلك افعل فقط ما يطلبه الله منك!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز