رسالة اليوم

08/09/2019 - دعمٌ عائليٌّ

-

-

 

"فَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَنَجَا إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ. فَلَمَّا سَمِعَ إِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ بَيْتِ أَبِيهِ نَزَلُوا إِلَيْهِ إِلَى هُنَاكَ." (1 صموئيل 1:22)

 

 

هناك بعض الأحداث تجري في حياتنا تجعل الناس يطلقون الأحكام قائلين إنَّها تحصل من جرَّاء عمل الله، إلا أنَّها في الحقيقة ترهات الناس الذين يتصرَّفون في كثير من الأحيان بإلهام من العدوِّ. يثبت ما حدث مع داود، على سبيل المثال، أنَّ الشيطان يخدغ قلوب الكثيرين. لكنَّ ابن آسا أظهر محبَّته للربِّ أكثر في حدث واحد، فقد فضَّل أن يدع العليَّ يعمل لصالحه، على الرغم من سناح الفرصة له بالتخلُّص من شاول.

 

كان شاول مصمِّماً على قتل داود بدافع الحسد بالرغم من معرفته بأنَّه مسيحُ الربِّ. للأسف الشديد، ما يزال هذا التصرُّف شائعاً في أيامنا، ففي غالب الأمر لا يتمتَّع هؤلاء الناس كثيراً بالأمور التي تخصُّ الله، فعلى الرغم من حضورهم اجتماعات الكنيسة إلا أنَّهم ينخدعون في عدم تحديد موقفهم.

 

كان الهرب هي الطريقة الوحيدة لعيش دواد طاهرَ اليدين، فلم يصدر أيَّ حكم ضدَّ مسيح الربِّ بسبب مخافته للعليِّ، فهذه مهمة الربِّ فقط. لذلك، من غير المجدي أن تتصرَّف من تلقاء نفسك، بل أن تطلب الإرشاد الإلهي بخصوص ما يجب فعله وثمَّ تتبعه. فالقدير يعرف وجوب مواجهتنا لبعض الوقائع بين الحين والآخر وفي وقتها المناسب، وسوف يعلمنا بحكمه.

 

ليس بإمكاننا دوماً أن نفهم كاملاً طريقة تعامل الله، فقد كان على داود الهرب إلى مغارة عدلام والبقاء فيها لفترة وجيزة مواجهاً أيام اليأس والمعاناة والوحدة. ذلك أنَّه كان يعلم ببرائته، ولهذا السبب علم بأنَّ إله العدل لن يسلمه إلى أيدي ذاك الملك الظالم. إذاً، عليك أن تفعل كما فعل داود حينما تواجه ظرفاً مماثلاً، وهكذا سيقودك العليُّ إلى مكان لن يطاله العدوُّ.

 

عندما علم والدا ذاك الراعي وإخوته بشأن وجهته الجديدة ذهبوا مسرعين ليكونوا معه، الأمر الذي عنى لدواد كثيراً. في الواقع إنَّ التعاطف قيمٌ جداً بالنسبة لأولئك الذين يتعرَّضون لتهمٍ باطلة، وهذا هو سبب ضرورة ذهابنا إلى الأشخاص الذين يُتهمون زوراً، مادِّين لهم يد العون، حتى لو كانت صلاة بسيطة. إنَّ مسايرة ذوي النفوذ عندما يتصرَّفون بشكل خاطئ هو سلوك غير مقبول لأولئك الذين يحبُّون العدل الإلهي.

 

تقول كلمة الله إنَّ الأخ للشِّدة يولَد (أمثال 17:17). فإنَّ التعاضد الذي أظهرته عائلة داود أسرَّه بشكلٍ ملحوظ. وثمَّ أنَّهم لم يظهروا استياءهم بناءً على اختيار الربِّ الذي وقع عليه ليصبح ملكاً لإسرائيل. وبالتأكيد قاموا برفع صلاة للآب السماوي أمام داود لتذكيره بحقيقة أنَّ الله من اقام ذاك الراعي الصغير ليصبح خليفة شاول، مما كانت مساعدة كبيرة بالنسبة له.

 

لقد قال يسوع إنَّ من يفعل مشيئة أبيه السماوي هو أخوه وأخته وأمه (متى 50:12). إلا أنَّه بالتأكيد لا يجب أن نحتقر إخوتنا الجسديين، لكن إذا احتاج أحد إخوتنا في الإيمان بعض العطف فيجب ألا نبخل عليه، آخذين بعين الاعتبار أنه سيكون بمثابة معونة كبيرة له.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز