رسالة اليوم

06/09/2019 - ثقةٌ كاملةٌ

-

-

 

"لاَ تَرْهَبْ وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي وَسَطِكَ إِلهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ." (التثنية 21:7)

 

ليس الربُّ الإله بمخطِّط سيّئ، على العكس فإنَّه الأفضل. حيث إنَّه عندما خطَّط لخروج بني إسرائيل من مصر، على سبيل المثال، كانت خطَّته الأفضل على الإطلاق. لذلك فعل ذات الأمر معنا عندما أخرجنا من مملكة الظلمة ونقلنا إلى ملكوت الربِّ يسوع (كولوسي 13:1). ومع ذلك، علينا أن نتَّخذ مكانةَ ملكيِّتنا في الملكوت الجديد، وهكذا عندما نتبع إرشاداته لن ننهزم أبداً.

 

حينما أخرج الربُّ الإسرائيليِّين من أرض فرعون كان عالماً باحتياجاتهم وبما ينبغي عليهم فعله للوصول إلى أرض الموعد. والآن لا يوجد بيننا ابنٌ لأبينا السماوي منسيٌّ منه، فهو يدعونا للوصول إلى الأرض الجديدة. ولهذا السبب علينا ألا نيأس عندما نواجه التجارب في مسيرتنا الروحيَّة، آخذين بعين الاعتبار أنَّها متوقِّعة كثيراً، وأن نثبت، غير مُعطين إبليس مكاناً (أفسس 27:4)، وهكذا لن نتَّخذ طريقاً خاطئاً.

 

بالنسبة لبني إسرائيل، كان عليهم ألا يخافوا من المصاعب القادمة فقد وعد الله بمباركة طعام شعب وصحته ومواشيه حتى وحيواناته. إذاً، هل تعتقد أنَّه لدينا نفس الوعود لحياتنا؟ آه، كلا! كانت تلك الوعود حكراً على إسرائيل. في الحقيقة إنَّ البركات التي نلناها لا تقارَن ببركاتهم حتى، لكنَّها أعظم منها جداً، بالنظر إلى أنَّ العهد الجديد تثبَّت على مواعيدٍ أفضل (العبرانيين 6:8)، وبسبب هذه الحقيقة، إنَّنا ننال كلَّ ما نطلبه من الآب باسم يسوع.

 

كانت الأمم التي سكنت في أرض الموعد كثيرةً وعديدةً ومسلَّحة بالكامل، لكن بالرَّغم من ذلك كان على إسرائيل ألا يخاف وجوههم. فإنَّ مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ بل مع مملكة الظلمة (أفسس 12:6). لذلك ينبغي ألا نخاف من وجوههم لأنَّهم سبق وهُزِموا بموت يسوع، واليوم في أدنى اعتداءٍ من العدوِّ ضدَّنا، علينا فقط أن ننوي هزيمته لتعمل القوَّة الإلهيَّة.

 

يرمز كلُّ ما حدث مع بني إسرائيل إلى ما سيحصل لنا لاحقاً، لهذا السبب يجب أن نطلب تخطيط العليِّ كي نتولَّى المناصب الرئيسية لأمتنا وعالم الأشغال وإيمان الأمة من حول العالم للذين يرسلنا الله إليهم. فأعضاء جسد المسيح منتصرون على كلِّ الأشياء بشرط أن يتبعوا إرشاد القدير، وهكذا لن يخزوا أبداً. فإنَّنا نذهب إلى أرض المعركة واثقين بأنَّنا سنرجع منتصرين.

 

وكي نتمتَّع بالحياة الأفضل في الأرض الجديدة؛ أي الإنجيل نفسه، كلُّ ما نحتاجه هو الإيمان بالمهمَّة الإلهيَّة التي تسلَّمناها لإنجازها، متذكِّرين أنَّنا نستطيع كلَّ شيءٍ في الذي يقوِّينا (فيلبي 14:4)، بعد كلِّ شيء، لا يوجد في المسيح قول: "كلا" ولا رفض طاعة وصاياه. لذلك بلا شكٍّ، هذا هو السبب الذي يجعلنا أعظم من منتصرين.

 

علاوةً على ذلك، لقد وعد الربُّ شعب إسرائيل أنَّه سيفعل ثانيةً المعجزات التي فعلها عند خروجهم من مصر، لكن لنا وعدٌ أعظم لأنَّ كلَّ العظائم التي صنعها الله وتلك المسجَّلة في الكتاب المقدَّس ستُصنَع ثانيةً لأجلنا عند الضرورة. لذلك، اِثبت في الإيمان وقُمْ بالعمل الإلهي بلا خوفٍ البتَّة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز