رسالة اليوم

03/09/2019 - يحوِّل الله اللعنةَ إلى بركةٍ

-

-

"فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قُرِئَ فِي سِفْرِ مُوسَى فِي آذَانِ الشَّعْبِ، وَوُجِدَ مَكْتُوبًا فِيهِ أَنَّ عَمُّونِيًّا وَمُوآبِيًّا لاَ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ اللهِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ، بَلِ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْهِمْ بَلْعَامَ لِكَيْ يَلْعَنَهُمْ، وَحَوَّلَ إِلهُنَا اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ." (نحميا 1:13-2)

 

 

كان بنو عمّون وموآب أقرباء الإسرائيليين، إلا أنَّه بسبب شرِّهم تمَّ منعهم من الدخول إلى جماعة الربِّ. هذا هو أسوأ جزءٍ من تلك القصة: منع جميع الشعب من الدخول إلى بيت الله.

 

لم يتمَّ هذا المنع بسبب كونهم أبناء الزنا العائلي الذي حصل بين لوط (ابن أخي إبراهيم) وابنتيه، بل بسبب عدم تسديدهم لاحتياج أبناء يعقوب إلى الماء والخبز، لكنَّهم استأجروا بلعام ليلعن شعب الله (نحميا 4:22-6). عليك أن تسمح لروح الله أن يقودك دائماً، وألا تتردَّد باتِّخاذ القرارات وإلا سيصبح هذا بمثابة فخٍّ لحياتك!

 

لقد علم العمّونيون والموآبيون أنَّ الله كان مع بني إسرائيل، وبدلاً من عبادة الربِّ من خلال قيامهم بموقف إيجابيٍّ اختاروا طرقاً شريرة. لكنَّهم لم يملكوا أدنى فكرة بأنَّ خططهم الشريرة لن تجدي نفعاً ضدَّ مصير الشعب المقدَّس، متذكِّرين أنَّ بلعام لم يقدر أن يلبِّي طلبهم قط، لكنَّه بفضل العمل الإلهي أعلن أمراً من الله، والذي نصَّ على: "إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ." (العدد 23:23).

 

لقد تحوَّل الذي بدا كلعنةٍ إلى بركةٍ، ومذُّاك الحين وإلى الوقت الحاضر لم ينجح العدوُّ بلعن أولئك الذين ينتمون إلى الآب. بإمكانك أن ترى لطف العليِّ نحو الذين ينتمون إلى شعبه بتحويل اللعنة إلى بركة. هذه رسالة إلى جميع الذين ينتمون إلى شعب الربِّ: ستصبح كلُّ لعنةٍ موجَّهة ضدَّ خائفي العليِّ غير فعَّالة، علاوةً على ذلك، ستتحوَّل إلى بركة تُسرُّ خدَّام الله.

 

والآن، افهم رسالة أبينا السماوي: إنَّه يحوِّل الشرَّ والرغبات الشريرة واللعنات الموجَّهة ضدَّ حياتك إلى بركاتٍ. حيث إنَّ تدخُّل الربِّ عظيم وفعَّال، الأمر الذي يجعل أفراد العائلة الإلهيَّة الذين كانوا ملعونين يخرجون من تلك التجربة مباركين أكثر من ذي قبلٍ.

 

لا يجب أن يتهاون المرء مع الربِّ. وبلا شكٍّ قد تكلَّم الله إلى قلوب ذاك الشعب لتسديد احتياج إسرائيل بالخبز والماء، لكنَّهم للأسف أصغوا لإبليس بدلاً من ذلك. أولئك الذين يعرفون مشيئة العليِّ لكنَّهم يأبون الإصغاء، يضيِّعون الكثير بالتأكيد. لقد سُجِّلت قصة العمّونيين والموآبيين هذه في الكتاب المقدَّس لغرض تعليمنا.

 

أصغِ إلى ما يقوله الربُّ لك وطِعه! فالفشل في الإصغاء إلى العليِّ يمكنه أن يحوِّل امتياز المرء إلى قيدٍ. يريد الله أن يستخدم حياتك لمنفعتك الأبديَّة، لأنَّه يهتمُّ بشأن مستقبلك وأيضاً بحياتك بعد الموت.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز