رسالة اليوم

02/09/2019 - تأهيلُ دعوتِك

-

-

"الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ نُصَلِّي أَيْضًا كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ: أَنْ يُؤَهِّلَكُمْ إِلهُنَا لِلدَّعْوَةِ، وَيُكَمِّلَ كُلَّ مَسَرَّةِ الصَّلاَحِ وَعَمَلَ الإِيمَانِ بِقُوَّةٍ." (2 تسالونيكي 11:1)

 

 

لقد تحدَّثنا خلال الرسائل الماضية بشأن الشفاعة التي يجب أن تكون بشأنها لأجل الجميع؛ وتحديداً لأجل إخوتنا في المسيح. فإنَّنا نملك بعض السلطان على الشخص الذي قدَّمنا له الإنجيل، وبالتالي أصبحنا مسؤولين عنه. لهذا السبب بإمكاننا مباركتهم، وعندما ندرك بأنَّهم في خطر علينا أن نصلِّي بعزمٍ كيلا يسيطر إبليس عليهم أو يدمِّرهم. فلا تكفَّ عن الصلاة لأجل الذين بشَّرتهم.

 

أريد أن أشير إلى أمر هنا: لم تكن صلوات بولس عشوائيَّة، فلم يسأل الربَّ أن يبارك إخوته في تسالونيكي بلا هدف محدَّد. هذا وكانت ترجِّياته واضحة وموجَّهة، وقد عدَّد في تلك اللحظة ثلاث نقاط تشفَّع من خلالها لأجل إخوته. لذلك يجب أن تكون طلباتك دائماً واضحة ودقيقة أيضاً، لأنَّ الذين لا يعرفون كيف يطلبون، لن يقدروا دائماً الحصول على ما يبحثون عنه.

 

بالنسبة لبولس كان من المهم جداً أن يكون أولاده متأهِّلين للدعوة. أتقدر أن تفكِّر في شخص يرفض التجاوب مع الغفران والشفاء والخلاص الذي ناله؟ كم من المؤلم رؤية بعض الإخوة يتصرَّفون مثل غير المؤمنين! ذلك أنَّ الله لم يدعُنا للنجاسة ولا لارتكاب الخطايا بل لنصبح شركاءَ جوهره وقداسته وقوَّته أيضاً.

 

امتحن نفسك وانظر إذا كنت تفعل ما يقوله لك الربُّ. فجميعنا سنُدعى يوماً ما للوقوف أمام محضره المقدَّس وثمَّ نحاسَب على ما فعلناه وعلى ما فشلنا في فعله بتلك المواهب التي مُنحت لنا (رومية 12:14)، فلن يقدر أحد أن يجاوب عنَّا. إن أضعنا الخدمة الممنوحة لنا، فسيتمُّ طرحنا في الظلمة الخارجية (متى 30:25).

 

إذا كنت مؤهَّلاً للدعوة التي أعطاك العليُّ إياها، فبكلِّ تأكيد سيحقِّق وعوده لك، بعد كلِّ شيء، لقد أخرجك الصلاح الإلهي من مملكة الموت ونقلك إلى ملكوت السماوات (1 بطرس 9:2). فسيعمل صلاح الله بشأنه العجائب لأجلك، مع كلِّ المتطلبات المناسبة.

 

إنَّ مخططات "كلِّي العلم" لك هائلة. في الحقيقة، لم يعد الله أعمالاً صالحة لأجل الذين لم يصبحوا أولاده. لذا لا تكن ملاماً، وإلا فلن تتحقَّق رغبات الربِّ في حياتك، كما حدث مع شاول (1 صموئيل 11:15). سيفرح الله بنجاحك.

 

إذا كان الطريق مفتوحاً فسيتمِّم القدير عمل الإيمان بقوَّة في حياتك، فهو مقتدر جداً في عمله وكلُّ ما يحتاجه هو إيمان الناس به، وبالتالي يمكنه صنع اللازم. ابحث في الكلمة عن الأمور التي يريد قولها لك وثمَّ عليك أن تؤمن، وبالتالي ستجعل قوى الأعالي تعمل.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز