رسالة اليوم

01/09/2019 - طلبةٌ هامَّةٌ للغاية

-

-

"أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا." (1 تسالونيكي 25:5)

 

 

يا لها من طلبة متواضعة ومهمَّة للغاية! إنَّ موقف الرسول بولس بطلبه من أهل تسالونيكي، أولاده في الإيمان، أن يصلُّوا لأجله ولأجل العاملين معه يثبت تواضعه، مَّما ذكَّرهم بأنَّهم أفراداً في العائلة الإلهيَّة. هذا وأدرك بولس أنَّ أهل تسالونيكي نالوا من الربِّ الصلاحيات التي إذا تمَّ استخدامها فستنفع أيَّ شخص.

 

لقد أدرك المؤمنون المعاصرون أنَّ قيمتهم ليست من ذاتهم أبداً، فالخلاص آتٍ من النعمة فقط، وبعضٌ من هذا حقيقيٌّ؛ بالنظر إلى أنَّنا قد خلُصنا بفضل نعمة إلهنا، لكن ما الذي دفع الله لاعتبارنا أولاده؟ إنَّه، بلا شكٍّ، رأى فينا ما لا نستطيع رؤيته نحن الآن ولاحقاً، وجعلنا أفراداً من عائلته معطياً إيَّانا السلطان (يوحنا 12:1)، لذلك أنَّ عدم النمو في المسيح هو مضيعة تامَّة.

 

كيف كان بمقدور الرسول طلب الصلاة من الناس الذين استخدمه الربُّ لإنقاذهم من المعتقدات الخاطئة وحتى من الشياطين؟ في الحقيقة لأنَّنا مخلَّصون ولم نعد ما كنَّا عليه في الماضي. فقد غُفرَت خطايانا بسبب الخلاص وليس هناك دينونة علينا (رومية 1:8). وبهذه الطريقة يمكننا الدخول إلى المحضر الإلهي وطلب البركات لأجل الضالِّين والذين في "الطريق" أيضاً.

 

إنَّ المخلَّصين أعضاءٌ بعضهم لبعض، لذلك الصلاة من أجل إخوتنا الشركاء في جسد المسيح هو تصرُّف بديهيٌّ. حينما ندرك أنَّ أحد إخوتنا يواجه أوقات عصيبة أو مرضاً ما أو خطية اضطهاداً أو أيّة هجمة شيطانية أخرى، علينا أن نتدخَّل حالاً. يحتاج الله إلى أناس يقفون في الثغر أمامه عن الآخرين (حزقيال 30:22) من خلال بناء جسراً له لمساعدة المحتاجين.

 

تخبرنا كلمة الله أنَّ صلاة البار مقتدرة كثيراً في فعلها (يعقوب 16:5)، فقد أصبح المولودون ثانيةً برَّ الله (2 كورنثوس 21:5). لذلك، عندما تتضرَّع تلك الخليقة الجديدة لأجل أحدهم تجعل الربَّ يعمل لأجل تلك النفس. اليوم، على أولاد العليِّ أن يكونوا أكثر فعاليَّة في الإيمان، وثمَّ الذين يجدون أنفسهم يواجهون الصعاب سينالوا تسديد احتياجهم في الوقت المناسب.

 

سيكون من الجيد للمسيحيِّ، إن كان خادماً للكلمة أم علمانياً، ألا يتصرَّف كما فعل بطرس في مرحلة ما، فقد احتقر تشفُّع سيِّدنا، عد إلى (لوقا 31:22-34). هذا ونجح إبراهيم تقريباً في إنقاذ سدوم من الدمار (تكوين 23:18-33). فلا تزدرِ بصراخ أحدهم من أجلك ولا تتردَّد بطلب الصلاة لأجلك! فإنَّ الله يملك دائماً من هو مستعد للصلاة لحياتك.

 

كانت الكنيسة في أورشليم تواجه اضطهاداً رهيباً، لذلك صلُّوا إلى الربِّ أن يستخدمهم أكثر في خدمة الكلمة وأيضاً لصنع المعجزات، وبالتالي كانت النتيجة النمو في عمل الله وخلاص آلافٍ من الناس. إذاً، ستنمو بشكلٍ كبير أنت وعائلتك وكنيسة الله إذا قام أحدهم بخدمة التشفُّع.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز