رسالة اليوم

31/08/2019 - التَّقوّي بالنِّعمة

-

-

"فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (2 تيموثاوس 1:2)

 

 

لقد دخل إبليس إلى العالم بسبب الخطية التي ارتكبها آدم وبدأ بفرض سيطرته على الناس، لذلك فقط الذين سعوا لتحقيق شريعة الربِّ استطاعوا النجاح في الحياة الروحيَّة. وبالتالي، كلُّ الذين أصبحوا خداماً للعليِّ خلصوا من سيطرة الشرير. إلا أنَّه لا أحد منهم استطاع الوصول مباشرة إلى الخالق، ولا أحد منهم تخلَّص كلياً من مضايقات العدوِّ (عد إلى العبرانيين 1:10-10).

 

لقد استمرَّ هذا الوضع إلى أن أرسل الربُّ "نعمته" إلى العالم، والتي تمثَّلت بمجيء يسوع الأول، فأتى ابن الله بالنعمة والحقِّ (يوحنا 17:1) وبموته في الجلجثة نال من الشيطان؛ أي الذي له سلطان الموت. ومذُّ ذلك الوقت، كلُّ الذين يقبلون فداءه من خلال قبول يسوع كربٍّ ومخلِّصٍ لحياتهم يُنقَلون من مملكة الظلمة إلى ملكوت ابن محبته (كولوسي 13:1).

 

بدأت نعمة الله بالسيادة منذ اللحظة التي تمَّ فيها الفداء على الصليب، فقد تمَّم مخلِّصنا جميع الشريعة. وكي يتمتَّع الناس اليوم بكلِّ هذا، ليس عليهم سوى أن يقرِّروا قبول يسوع كربٍّ على حياتهم وأيضاً أن يفعلوا مشيئة الله في الكتاب المقدَّس الموجَّهة مباشرة إلى قلب كلِّ واحد فينا. ثمَّ أنَّ الذين يفعلون هذا يتركون قوة الشيطان ويصبحون مواطني ملكوت السماوات.

 

ليست النعمة مجرَّد عطيَّة غير مُستحَقة، فهي عمل الله القدوس والقدير لأجل الإنسان. فلن يخلص من إبليس الذين يحتقرون هذه النعمة، ومن ناحيةٍ أخرى، أنَّ الذين يقبلونها ينتهي الأمر بهم مختبرين الصلاح الإلهي. يعمل العليُّ لصنع الشفاء وزيادة النمو والتحرير وتخليص الناس الذين سلموا له و أيضاً الذين يؤمنون بوعوده، فقد أتمم يسوع كلَّ شيء كي نحيا في محضر الله.

 

لقد أظهر بولس عطفاً هائلاً نحو تيموثاوس، الكارز اليافع، كما أنَّه يدعوه بابنه. وبسبب تعامله معه حسب النعمة الإلهيَّة، أصبح تيموثاوس كوارثٍ للرسول. بعد ذلك، إنَّ الذين يقتربون إلى الله من خلالنا يصبحون شركاء النعمة نفسها التي نلناها في دعوتنا للمشاركة في جوهر الربِّ وبركاته.

 

يجب ألا يتوقَّف عن النمو أولئك الذين انتفعوا من هذا العمل المبارك، بل أن يتقوّوا من النعمة وفيها. أما بالنسبة للذين نالوا التغيير لكنَّهم لا يبذلون جهداً لبلوغ مراحل أعلى في الإيمان، لن يقدروا على التمتُّع بكلِّ ذاك الغنى الذي أعدَّه الله الأبديِّ لأولاده. جميع الأحداث في العالم المادي تنتج بعض الأصداء وفي الروحيِّ كذلك الأمر. لقد ولدنا كطفلٍ رضيع أعزل ولكن مع إمكانية أن يصبح شخصاً بالغاً قوياً. وبمجرد تقويتنا، سنكون قادرين على بلوغ هذه المكانة.

 

كذلك أيضاً، لا يمكن تحقيق النعمة بأيِّ طريقة كانت أو في أيِّ وقت؛ بل فقط من خلال شخص المسيح. فإن قبلناه كمخلِّص واحتفظنا به كذلك، سنصبح شركاء نعمة الله وأيضاً سنفهم ما يقوله الكتاب المقدَّس بشأن هويتنا في المسيح. فإنَّ الذين يتمِّمون ما أوصي إليهم يمكنهم أن يختبروا عمل الله، وعندما يحدث ذلك، بإمكانهم فعل كلَّ شيء في المسيح.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز