رسالة اليوم

30/08/2019 - نسلٌ كاملٌ

-

-

"أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ." (أعمال الرسل 25:3)

 

 

لقد ميَّزنا إيماننا في المسيح من جميع الجوانب. فإنَّنا أولاد الله، ولهذا السبب بإمكاننا الدخول إلى المحضر الإلهي متى أردنا، طالبين المعونة التي نحتاجها. ذلك أنَّه لدينا الحقُّ في استخدام اسم يسوع الذي دُفعَ إليه كلَّ سلطانٍ على قوى الشر. لذلك قد وهِب لنا الوصول إلى الآب، ولهذا السبب بإمكاننا نوال تسديد كافة احتياجاتنا وأن نكون محفوظين في محبة الله.

 

تنصُّ كلمة الله على أنَّنا أبناء الأنبياء والعهد الذي قطعه الربُّ مع الآباء، وهذا توضيحيٌّ للغاية. يعلن الرسول بولس في رسالة رومية بأنَّنا أعظم من منتصرين في كلِّ الحالات (رومية 37:8). والخبر السار هو أنَّه لا يوجد أدنى احتمال لإبطال مباركتنا، بالنظر إلى أنَّه قد أعلِن لنا في الكتاب المقدَّس عن كلِّ الغنى الذي نملكه في المسيح وهو مضمون لنا في حزمة الخلاص.

 

وكما نصَّت كلمة الله بأنَّنا أبناء الأنبياء، في الواقع قد تمَّ تزويدنا بالمعلومات حول حقيقة حقوقنا غير القابلة للمصادرة. فليس على أبناء أحدهم، بغضِّ النظر عن مكانتهم، أن يفعلوا شيئاً آخر ليكونوا مؤهَّلين ليرثوا والدهم أو والدتهم، فقد حقَّقوا شرط حقِّ الميراث منذ ولادتهم. وينطبق هذا الأمر علينا أيضاً: إنَّنا أبناء أولئك الذين استخدمهم الربُّ لإتمام خطته، وبطاعتهم نالوا المواعيد، لذلك نحن أصحاب جميع تلك المواعيد.

 

كذلك أنَّنا أبناء العهد الذي قطعه الربُّ مع الناس على صليب الجلجثة، والذي تمَّ بدم يسوع. حيث إنَّ العهد الجديد كاملٌ من جميع الجهات، وطالما أنَّنا تحته فلن ننفصل عن العليِّ. فقد وُضعِت خطايانا على المسيح، لهذا لم تعُد هناك دينونة حاكمة على سجلنا الإجراميِّ (2 كورنثوس 21:5، رومية 1:8)، وبالتالي أصبح رباطنا مع الآب دائماً وغير قابل للإلغاء.

 

على المخلَّصين أن يؤمنوا بأنَّهم في الواقع ورثة ووارثات للوعود التي قطعها الله مع إبراهيم واسحاق ويعقوب والتي انتصروا من خلالها لكي نصبح أعظم من منتصرين الآن. إن كنت تؤمن حقاً بما يقوله الكتاب المقدَّس، فلن تخسر معركة واحدة. فإنَّ المؤمن الذي يملك نفس تلك الحقوق، سيذهب إلى أرض المعركة واثقاً بأنَّه سينتصر. أما بالنسبة لك، إذا كنت تريد تحقيق النجاح فكلُّ ما تحتاجه هو الإيمان بأنَّك قد انتصرت مسبقاً.

 

نحن مباركون كذرية روحيَّة للآباء العبرانيِّين وبالطبع لأحفادهم الجسديين، فهُم أيضاً ذرِّيتهم الروحيَّة. اذهب إلى الكتاب المقدَّس وانظر إلى الوعد الذي تمَّ قطعه لنسل إبراهيم واعتبر تلك الوعود كما لو أنَّها لك، لأنَّه هذه هي الرسالة التي نعلنها.

 

أريد أن أوضِّح هنا أنَّ هذا النصُّ في حاضرنا هو "أنت". فلا يقول الإنجيل على أنَّنا سنصبح يوماً ما أبناء الأنبياء والعهد، فنحن كذلك الآن. لذلك، لمَ لا تتمتَّع الآن بامتيازاتك التي في المسيح؟

 

 "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ"(1 كورنثوس 9:2).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز