رسالة اليوم

27/08/2019 - إعلانٌ واحدٌ وتضرعان اثنان

-

-

"عَلَيْكَ يَا رَبُّ تَوَكَّلْتُ. لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي." (مزمور 1:31)

 

 

يبيِّن لنا كاتب المزمور من خلال ما صرَّحه أعلاه بأنَّه قد اختبر محبَّة الله. فلا يقدر أحد أن يثق بآخر دون مبرِّر حقيقيٍّ لذلك، لكنَّ الطرف الأول يفعل ذلك بسبب اقتناعه بكلام الآخر وأنَّه مستحقٌ الضمان أو بسبب إثباتهما لاحترام كلاميهما. لذلك يدعونا الربُّ لاختبار صلاحه. يا أخي، آمن بالربِّ ملقياً كلَّ مشكلاتك، حتى المعقَّدة منها. فعندما تجتاز في أوقات عصيبة جداً سيكون أسهل عليك الوثوق بظهور العليِّ المقتدر.

 

أولئك الذين لا يثقون بالله يفوتهم الكثير حينما يتعرَّضون للهجمات. لكن إن بدأت بممارسة إيمانك حتى في المسائل الصغيرة فسترى أنه بإمكانك حقاً الاتكال على الربِّ عندما تجتاز صعاباً كبرى، وهكذا ستخوض أرض المعركة مستخدماً أسلحة البرِّ خاصَّتك وغالباً الشرير. وبلا ريبٍ، لن يُخزي أبونا السماوي أولئك الذين يثقون بكلمته.

 

هذا وإنَّ الذين يثقون بالله يذهبون إلى المعركة بعزمٍ، لكنَّ الأشخاص الذين يتصرَّفون بتفكير متردِّد لن يقدروا على التعامل مع هذا الأمر أو لن يغلب ذاك الهجوم العدوَّ. يعرف الشيطان جيداً عندما نتكلَّم بإيمانٍ وأيضاً عندما ننطق بتأكيدات نملكها، بعدئذٍ، عندما يدرك العدوُّ أنَّ أوامرنا لم تُنطق بحزمٍ فلن يخضع لها حتى لو أصدرناها باسم يسوع. ذلك أنَّ الذين يثقون بالعليِّ ليس لديهم أدنى خوف من فشل قراراتهم.

 

لن يُخزي الربُّ أبداً أولئك الذين يضعون ثقتهم به، الثقة الضروريَّة لإتمام عمله بقوَّة منه. لقد نصَّ المسيح على أنَّ الذين يثقون به سيعملون نفس المعجزات التي عملها أثناء خدمته الأرضيَّة (يوحنا 12:14). فقد أمر الشياطين بالخروج من المأسورين، فلم يصلِّي إلى الآب طالباً إطلاق المأسورين؛ لكنَّه أمر المفلوج بالمشي والمرضى بالشفاء. وبالتالي سيفعل من يثقون بالعليِّ تلك الأمور عينها.

 

لن يفعل الله لك أمراً مختلفاً عن الإعلانات الموجودة في كلمته. فالذين يرغبون بحصول معجزة معهم عليهم أن يؤمنوا بهذه العجائب التي يشير إليها الكتاب المقدَّس، فقد تمَّ إعدادها من أجلنا. بعدئذٍ، على المؤمن أن يغلب الشرير. كما يجب أن يتمَّ الصراع ضدَّ هجمات الشرير من قبل أولاد الله بمعونة منه، وفي اللحظة التي يقرِّر فيها المؤمن أن يعيش بالحرية التي أخذها، سينال الانتصار بكلِّ تأكيد.


إنَّنا أحرار بسبب البرِّ الإلهيِّ، وأيضاً يعلن الكتاب المقدَّس بأنَّنا قد أصبحنا برَّ الله (2 كولوسي 21:5). لذلك، ما من شيء بإمكانه منعنا من التمتُّع بكلِّ هذا الغنى الذي أعدَّه الربُّ يسوع من أجلنا. لقد منح لك الآن عدل الله لتصير حراً بالحقيقة من كلِّ القيود التي لطالما كبَّلتك أو ضايقتك.

 

من ثمَّ، أنَّ أولاد الله الذين يملكون عدلاً مثل هذا يجب ألا يخافوا عند مواجهة التجارب، بالنظر إلى أنَّ إبليس يعلم أنَّه بإمكانهم استخدام السلطان الممنوح لهم من قبل الربِّ لخيرهم. هذا وإنَّ الخصم عندما يرى مقاومة المؤمن سيخاف وبالنهاية سيهرب (يعقوب 7:4). لذلك، لن يتمَّ غلبنا عندما يسمح لنا الربُّ بالمحاربة، لأنَّنا نملك عدل الله في المسيح.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز