رسالة اليوم

25/08/2019 - الطريقةُ الصَّحيحة للتسبيحِ

-

-

"فَيَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي، وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ." (مزمور 34:104)

 

 

إنَّنا نملك فرصةً رائعةً للتعلُّم من الأشخاص الذين استخدمهم الربُّ الإله كما وردَ في الكتاب المقدَّس، من خلال ما دوَّنوه أو بالأحرى أنَّ تلك السجلات التي ذكَرتْ عنهم هي نوع من التوجيهات المعطاة لنا من روح الله عن كيفيَّة عيش حياتنا وخدمة أبينا، وبالتالي سننال رضاه. فلا قيمة للأشياء التي لا تتوافق مع تلك التي ذُكرت في الكتاب المقدَّس بالنسبة لمسيرتنا الروحيَّة. فإنَّ الأمور التي تصدر عن الإنسان لا تناسب سوى القضايا الأرضيَّة.

 

يعلن كاتب المزمور بحسب الآية السابقة بأنَّ طلبته أسرَّت العليَّ، لذلك، هكذا علينا أن نصلِّي، لأننا بخلاف ذلك سنضيِّع الوقت. ذلك أنَّ العليَّ لن يسمع ولن يستجيب لطلبة أولئك الذين يشتركون في التسبيح بلا المعونة الإلهيَّة، لذلك لن يكون لإيمانهم نفس القدر من الكمال والقداسة اللازمَين للإيفاء بالغرض. لأنَّ الذين يتعلَّمون من الله هم فقط من يقدرون على أن يسرُّوه.

 

إذا توقَّف الناس المتديِّنين من مختلف أنواع المعتقدات عن التأمل في مواقفهم وأصغوا إلى "رسالة كلمة الله" وثمَّ عملوا بموجبها، بالتالي ستُستجاب طلبتهم بكلِّ تأكيد. من المؤسف جداً رؤية أناس يخطئون التفكير بأنَّهم يكرِّسون حياتهم للربِّ، إلا أنَّهم يبتعدون عنه أكثر بسلوكهم المخالف لكلمته، على عكس أولئك الذين يتصرَّفون بقداسة وبالتالي يقتربون أكثر إلى العليِّ.

 

عندما تسرُّ مواقفنا أبانا السماوي، سيقودنا نحو الطريق التي ستعلِّمنا أن نكون مؤهَّلين، لكن لن يتمَّ فعل شيء لأولئك الذين يصرُّون عمداً على ارتكاب الإثم كونهم يتجاهلون رسالة الإنجيل المقدَّس، ذلك أنَّ الله لا ينتهك كلامه المكتوب لكي يباركنا بالمقابل. إذاً، ينبغي أن تنظر إلى نفسك وترَ إذا كنت تتمِّم حقاً إعلانات الإنجيل، هارباً من خطاياك ومانعاً الشيطان من توريطك في الاعتقاد بأن حالتك مستثناة. لذلك عليك دائماً بالدخول من الباب الضيق والطريق الكرب، وإلا فلن تجد الحياة (متى 13:7-14).

 

إنَّ سلوكك القلبي قيِّم للغاية. حيث إنَّ الذين يحترمون كلمة الله لن يُتركوا وحدهم في الضلال. ويؤكِّد الربُّ بأنَّ القرارات التي تنطقها شفتاه ستكون لخير جميع الذين يفعلون مشيئته. فأولئك الرجال والنساء الذين يسعون للمسرَّة ببحثهم عن "الحقِّ" سيجدونه بالتأكيد، وبالنهاية سيخلِّصهم الحقُّ بكلِّ تأكيد. تتوقَّف مسرَّة الآب السماوي على أن تكون مكرَّساً وأن تسلك بحسب تعاليمه.

 

إنَّ الأدلة المقنعة التي تثبت إرضاءك للعليِّ هي عندما تغمرك سعادة كبيرة في قلبك، وعندما يحدث هذا لن تبقى الأبواب مغلقة أمامك. فإتمام الوصايا الإلهيَّة أمر ذو قيمةٍ، بالنظر إلى أنَّها الطريقة التي تثبت من خلالها محبَّتك الكبيرة للربِّ. والله بدوره، سيكنُّ لك الحبَّ من خلال إتمام كلامه ووعوده لك.

 

فقط الذين يسرُّون الآب بإمكانهم الفرح بإيمانٍ. فلن يفقدوا النعمة الإلهية، وعندما يسرُّون قلب الله سيجعلهم ينالوا فهم الغنى الكتابي وسيكشف لهم إعلاناتٍ هائلة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز