رسالة اليوم

20/08/2019 - نهايةُ العصاةِ

-

-

"الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. لأَنَّهُمْ عَصَوْا كَلاَمَ اللهِ، وَأَهَانُوا مَشُورَةَ الْعَلِيِّ." (مزمور 10:107-11)

 

 

على الرغم من أنَّ كلمة الإعلان الإلهي تُظهر لنا طريق السعادة الأبديَّة وتمكِّننا من رؤية العالم الفوضوي الذي نعيش فيه بفعل عمل الروح القدس فينا، إلا أنَّه يوجد أناس لا يرغبون بالانقياد لها، لأنَّهم يعتقدون بأنَّهم لو فعلوا هذا وآمنو بالله العليِّ، سيضيِّعون العديد من الفرص في الحياة، إلا أنَّ الحقيقة مختلفة تماماً.

 

لقد عاش بني إسرائيل كعبيدٍ في مصر، والعبوديَّة هي أسلوب حياة يتَّبعه غير المخلَّصين. في الواقع، عندما نعيش بدون الله تبقينا قوى والخطية والأمراض ومصاعب أخرى عالقين في أكثر الأخطاء شناعةً، مجرَّدةً إيانا من الصحة والسلام ومانعةً إيانا من النجاح في الحياة. إلا أنَّ هذا الحال يتغيَّر فقط عند الرجوع إلى "الحقِّ" من خلال قبول الربِّ يسوع كمخلِّصٍ.

 

في النِّهاية، لقد أصغى شعب إسرائيل لموسى الذي أرسله الله لتحريرهم من العبودية، لكنَّهم حالما نالوا الحرية بدأ شوقهم إلى كرَّاث مصر يملأ قلوبهم بالتمرُّد، مما جعلهم يحتقرون مشورة العليِّ. يفعل الكثيرون نفس الأمر الذي فعله بني إسرائيل، فبعد تحريرهم من السحر والعبادات الوثنيَّة والإدمان وممارساتٍ أثيمةٍ أخرى إلا أنَّهم ينسون حياتهم السالفة.

 

لا يدرك هذه المسألة أناسٌ مثل هؤلاء، لكن بحسب المزمور المقتَبس أعلاه ندرك أنَّهم يجلسون في الظلام وفي وادي ظلِّ الموت. والأسوأ من ذلك، لا يدركون قدر الإساءة التي يسبِّبونها تجاه أقاربهم، مدمِّرين صحتهم وازدهارهم، سامحين للشيطان بالسيطرة عليهم من خلال محبة أمجاد هذا العالم.

 

أولئك الذين يعيشون في وادي ظلِّ الموت ليس لهم مستقبل، لأنَّ رئيس هذا العالم يسبِّب لهم جميع أنواع الذلِّ والهزيمة في حياتهم، ذلك أنَّ الأمر الوحيد الذي يجعل الشخص يعيش مرفوعَ الرأس هو الإيمان في المسيح. فما من معاناة أو مصاعب مع المسيح، بل النجاح وحده، فهذه هي الطريقة التي يقود يسوع بها جميع الذين يثقون به.

 

إذاً، لمَ نبقى موثقين بالذلِّ والحديد طالما حرَّرنا سيِّدنا من العبودية؟ "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يوحنا 36:8). إن لم تكن حياتك على ما يرام وقد أصبحت عبداً للخطية ونفذ الصبر من قلبك، فارجع إلى أحضان الربِّ يسوع.

 

ليس هناك منفذ سوى الاقتراب من المسيح، فهو الذي يريح جميع المتعبين والثَّقيلي الأحمال (متى 28:11). لذلك، عندما تختبر لطف الله لن تقدر أن تطيع العدوَّ فيما بعد، وستخلُص من عقاب العصيان.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز