رسالة اليوم

17/08/2019 - أسبابُ الصّلاةِ

-

-

"لأَرَى خَيْرَ مُخْتَارِيكَ. لأَفْرَحَ بِفَرَحِ أُمَّتِكَ. لأَفْتَخِرَ مَعَ مِيرَاثِكَ." (مزمور 5:106)

 

 

لقد علَّم الربُّ كاتب المزمور أن يصلِّي بحسب مشيئته، فبهذه الطريقة ستتمُّ الاستجابة، الأمر الذي ينطبق علينا أيضاً. ومن المهم جداً أن نعرف في مسيرتنا الإيمانيَّة كيفيَّة تبنِّي المواقف لمواجهة شتَّى الظروف، لكن بشكلٍ خاص من خلال الصلاة. لذلك، إذا اتَّبعنا ما يعلِّمنا الله إياه، فسوف ننال الاستجابة من الأعالي، وبعد ذلك، إنْ لم نتوقَّع الاستجابة فلماذا نصلِّي إذاً؟

 

علينا الصُّراخ إلى الله كي نقدر على رؤية ما هو لخير المختارين. والآن، إذا كنَّا جزءاً من مجموعة المختارين هذه، فلماذا لا نجرِّب هذه الفائدة أيضاً؟ فلا ينحصر خلاصنا فقط على نجاتنا من يوم الدينونة عند دخولنا إلى الأمجاد؛ بل أيضاً كي نتمتَّع بالأمور الحسنة التي أعدَّها العليُّ لجميع أحبائه في هذا العالم الفاسد المليء بأناس سيّئي النيات.

 

لكن إن صلَّيت ولم ترَ يد الله تعمل لخيرك، فعليك امتحان نفسك والنظر إذا كنت قد صلَّيت بالطريقة الصحيحة من خلال اتِّباع الإرشاد المعلن في الكتاب المقدَّس؛ لا كما يقول الناس. ومن المهم أيضاً أن تعي ما يلهمك من خلال القراءة في الإنجيل أو عند سماع الوعظ، فهذه الموارد تحتوي على تعليماتٍ يجب الالتزام بها. إذاً، كلُّ من يزدري بها سيتمُّ التخلّي عنه.

 

يسرُّ الله في العطاء لشعبه ويفوق هذا العطاء قناعات الناس. يصيب الإحباط الكثيرين من المتديِّنين كونهم لا يفهمون عدم شعورهم بالإنجاز، فعلى الرَّغم من فعلهم ما تعلَّموه إلا أنَّهم لا يرون أيَّ تحسُّنٍ في نمط حياتهم، وحتى عندما يتمِّموا ما طُلب منهم لا ينالوا شيئاً من الله.

 

يأتي الفرح المذكور في الآية السابقة إلى قلوبنا بمجرَّد زيارة الربِّ يسوع لقلوبنا، فكلمة الله وحدها من تمتلك هذه القوَّة. لذلك لا تجرِّب طرقاً أخرى لاستقبال الفرح السماوي لأنَّه ما من بديل لكلمة الله. فستقوى قلوبنا حينما نحظى بهذا الشعور وسننال كلَّ ما نطلبه باسم الربِّ بقوةٍ من الأعالي.

 

بالإضافة لذلك، إنَّ ميراثنا عظيم، فهو يمثِّل قدرتنا على تدمير كلِّ آلة صوِّرت ضدَّنا (إشعياء 17:54) ويعطينا القوة للسيطرة على الخلافات والألسن القائمة ضدَّ حياتنا، وبالنتيجة سننتصر في المعارك ضدَّ هجمات الجحيم دائماً.

 

إذاً، لماذا لا تبدأ الآن باستخدام امتيازاتك التي في المسيح؟ فالشيطان يعلم أنَّك في اللحظة التي تقوم فيها باسم يسوع سيتوجَّب عليه التراجع. ذلك أنَّ الله مع أولئك الذين يفعلون إرادته. إذاً كن ثابتاً ولا تهرب من المعارك لأنَّ الربَّ معك ليعطيك النصرة الكاملة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز