رسالة اليوم

17/08/2016 - يتوجّب دفع الثمن

-

-

لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا. (كورنثوس الثانية 5:1)

يُرينا الإنجيل أنّه لنا شركة مع المسيح بكلّ معنى الكلِمة، لكن علينا أنْ ندفَع ثمَناً كي نخدم الرّب، كثير من المتديّنين وغير المؤمنين ينظرون إلينا بحِقد، ويعتقدون أنّ الرّب لا يُحبنا ولا يستخدمنا. وأن المعجزات التي تحدث في حياتنا هي من أعمال الشيطان، والبعض يعتقد أننا مخادعون، ولكنهم لا يستطيعوا التفسير، أين يذهب الورم وكيف الصّم يسمعون والعُمي يبصرون والعرج يمشون، لأنّ هؤلاء الناس لا يسلكون بالإيمان، بل بأخطاء عقائدهم، فينزعجون من الأعمال الإلهيّة وينسبوها لإبليس، فيصبح إبليس صالحاً، أمّا الرّب الإله فغير قادِر على فعل شيء، بالنسبة لهم لأنّه لا يمنع أولاده من استخدام اسمه في تحقيق المعجزات، التي تقود الملايين إلى السّجود عند موطئ قدَميه. فكلّ هذه الإتهامات تُعتبر جزءاً من آلام المسيح، لكن ما يحقّقه هو عزاء لنا.

نشكر الرّب لأنّ الإنجيل ليس ديانة، ولا يقارن بأيّة عقيدة، إنّما هو الطريق المفتوح الذي يقودنا إلى ملكوت السّموات، وإلى الشركة التامّة مع الله.

من يخدم الرّب بطريقة صحيحة عليه أنْ يدفع الثّمن، والذين يُظهرون علناً عدم إيمانهم بالرّب، بل جلّ انتماءهم لديانات مختلفة، ينظرون إلينا باحتقار وبُغض، وينزعجون ممّا يفعله الله القدير من خِلال خدمتنا. وهم لا يعتبرون هذا كبرهان على محبّة الله لنا، وعندما يعجزون عن تفسير مُعجزات الله، ينسبوها لإبليس، ويحذّرون قائلين " اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ". فلنفترض أنّ الأنبياء الكذبة يقومون بهذِه الأمور فتخيّلوا ما الذي قد يفعله الأنبياء الحقيقيّون! ألا توافقونني؟

لكنهم غير سعداء وهم يقولون: إنهم يحاولون خداعنا، لكن ألا يتساءلون كيف يمكن "لنبي كذاب" أنْ يشفي الآخرين وهم "الحقيقيّون" لا يستطيعون فعل ذلك ! وبالرّغم من أنّهم يرون الشفاء الذي يحدث لكلّ أنواع الأمراض والتحرير للخطاة يفضّلون الإستمرار في معارضة الحقيقة.

مع الأسف هؤلاء المساكين يعيشون حياة غريبة: يعبدون إله مجهول، ويتكلّمون بما لا يفهمون، ويبشّرون برسالة مزيفة. يجهلون أنّ الرّب حذّر من خطأ لا يُغتفر: وهو التجديف على الرّوح القدس. وهذا لأن الناس حينها كانوا يقولون: إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ! وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ (مرقس 22:3-30).

فبحسَب إيمانهم قد بدّل الرّب والشيطان الأماكن، وقد صار الرّب يصنع الشرّ وإبليس الخير. لكن الحقيقة أنّ الرّب مازال صالحاً، ولهذا السّبب تحدث المعجزات. وهذه الإضطهادات هي آلام المسيح التي يجب أن نحملها، أمّا أعمال الرّب فهي عزاء لنا (متّى 10:5-12).


محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز